كيف تعمل الأشياء

كيف تعمل الأشياء: الثنائيات العضوية الباعثة للضوء OLED

من الشاشات التي تعتمد على أنبوب الأشعة المهبطية CRT، مروراً بالشاشات التي تعتمد على الكريستال السائل LCD، وصولاً للشاشات التي تعتمد على الثنائيات الباعثة للضوء LED، يمكن القول أن تقنيات ووسائل الإظهار قد تطورت بشكلٍ كبير جداً! وعندما نقول “تطورت” فنحن لا نعني فقط دقة ووضوحية الإظهار نفسه، بل نقصد كل ما يتعلق بوسائل الإظهار: مبدأ العمل، الدقة، الحجم، استهلاك الطاقة…كل شيء! وفي حين أن الشاشات التي تعتمد على الثنائيات الباعثة للضوء LED قد تمكنت من تقديم نفسها على أنها الأفضل، فإن الشاشات الحديثة التي تعتمد على الثنائيات العضوية الباعثة للضوء OLED قد غيرت مفهوم الإظهار بشكلٍ كلي، وساهمت بتأمين تقنيةٍ جديدة يمكن عبرها الحصول على أعلى دقة ممكنة، مع أقل استهلاك ممكن للطاقة.

وعلى الرغم من أننا نتعامل مع مفهوم “الثنائيات العضوية الباعثة للضوء” وفقاً لأهم تطبيقاتها – وهي شاشات الإظهار – إلا أنها من حيث المبدأ ليست سوى عبارة عن نمط من أنماط العناصر الإلكترونية نصف الناقلة الضوئية، التي تتمتع بإمكانية إصدار الضوء عند مرور التيار الكهربائي ضمنها. طبعاً، فإن تعريف الثنائيات العضوية الباعثة للضوء على أنها مجرد عناصر إلكترونية نصف ناقلة تقوم بإصدار الضوء، سيجعل منها نمطاً عادياً من أنماط الـ LEDs، وعلى الرغم من كونها تنتمي لهذا الصنف، إلا أنها تتمتع بميزاتٍ بنيوية جعلت منها أكثر عناصر مرغوبة من أجل الاستخدام في وسائل الإظهار.

هذا المقال سيكون مخصصاً للتعرف على الثنائيات العضوية الباعثة للضوء من حيث تركيبها، وبنيتها، وآلية عملها، وأنواعها، وتطبيقاتها.

ما هي الثنائيات العضوية الباعثة للضوء OLED ؟

قبل الدخول بتفاصيل بنية الثنائيات العضوية الباعثة للضوء، يجب علينا تذكر أمر هام يتعلق بالمواد نصف ناقلة: كافة المواد نصف الناقلة تعتمد في عملها على حركة نوعين من حوامل الشحنات: حوامل الشحنات السالبة (الإلكترونات) وحوامل الشحنات الموجبة (الثقوب). تتركز حوامل الشحنات ضمن طبقات، كل طبقة تأخذ قطبية تبعاً لكمية حوامل الشحنات فيها، فإذا كان عدد حوامل الشحنات السالبة أكبر، ستكون الطبقة ذات قطبية سالبة، وإذا كانت حوامل الشحنات الموجبة أكبر، فإن الطبقة ستكون ذات قطبية موجبة.

الآن، فإن الثنائيات العضوية الباعثة للضوء عبارة عن عناصر إلكترونية نصف ناقلة، وتتكون من شرائح صلبة لمواد نصف ناقلة ذات سماكة تتراوح ما بين 200 – 500 نانومتر. الفرق الأساسي بينها وبين الثنائيات الباعثة للضوء العادية هي احتوائها على طبقاتٍ من مواد عضوية، وعدد هذه الطبقات قد يكون طبقتين أو ثلاثة طبقات. وهنا سيتم التركيز على الثنائيات التي تضم طبقتين من المواد العضوية. ومن أجل هذا النمط، فإن الثنائي العضوي الباعث للضوء يتكون من الأجزاء التالية:

1- الركيزة Substrate: عبارة عن طبقة بلاسيتيكية أو زجاجية تؤمن الدعم.
2- القطب الموجب Anode: عبارة عن طبقة شفافة، تقوم بجذب الإلكترونات إليها عند مرور التيار الكهربائي ضمن الجهاز.
3- الطبقات العضوية Organic Layers: يتم تشكيل الطبقات العضوية إما من مركباتٍ عضوية أو من البوليميرات.
4- الطبقة الناقلة (الموصلة) Conducting Layers: تتكون هذه الطبقة من مركباتٍ بلاستيكية عضوية، وهي تؤمن عملية انتقال الثقوب Holes من القطب الموجب. أحد أهم البوليميرات العضوية المستخدمة هو مركب البولي أنيلين Polyaniline.
5- طبقة الإصدار Emissive Layer: تتكون هذه الطبقة من مركباتٍ بلاستيكية عضوية (تختلف عن المركبات البلاستيكية التي تشكل الطبقة الناقلة) والتي تقوم بنقل الإلكترونات من القطب السالب. هذه هي الطبقة التي يتم تشكيل الضوء فيها، وأحد أهم البوليميرات المستخدمة في هذه الطبقة هو بوليمير “بولي فلورين Polyfluorene”.
6- القطب السالب Cathode: قد يكون القطب السالب عبارة عن طبقة شفافة، وقد لا يكون شفافاً. يقوم القطب السالب بحقن الإلكترونات عندما يمر تيار كهربائي عبر الثنائي.

OLED-1
بنية الثنائي العضوي الباعث للضوء. حقوق ملكية الصورة لموقع HowStuffWorks

ومن أجل تصنيع الثنائي الباعث للضوء نفسه، فإن أهم جزء يتعلق بهذه العملية هو كيفية تطبيق الطبقات العضوية على ركيزة العنصر، ويمكن تنفيذ هذا الأمر باستخدام (3) طرق:
– الترسيب في حجرات الخلاء Vacuum Deposition: يتم إجراء هذه العملية ضمن حجرات مخلاة من الهواء، حيث يتم تسخين المركبات العضوية بشكلٍ بطيء حتى تتخبر، وهذا الأمر يسمح لها بأن تتكاثف على شكل شرائح رقيقة على الركيزة الباردة. تعتبر هذه الطريقة من الطرق المكلفة، وذات الكفاءة المنخفضة.
– ترسيب الطور العضوي البخاري Organic Vapor Phase Deposition: يتم إجراء هذه الطريقة ضمن حجرة تفاعل ذات جدران مرتفعة درجة الحرارة، وذات قيمٍ منخفضة للضغط. يقوم غاز ناقل بنقل المركبات العضوية المتبخرة إلى الركائز الباردة، وعلى سطح الركائز تتكاثف المركبات العضوية على شكل شرائح رقيقة. إن عملية استخدام غاز ناقل ساهمت بزيادة فعالية عملية التشكيل، بالإضافة لتخفيض الكلفة المطلوبة لإنتاج الثنائي العضوي الباعث للضوء.
– الطباعة النافثة Inkjet Printing: باستخدام هذه التقنية، يتم رش المركبات العضوية على الركيزة بطريقةٍ مشابهة تماماً لرش الحبر من قبل طابعات الورق النافثة للحبر. قلصت هذه التقنية الكلفة المطلوبة لتصنيع الثنائيات العضوية الباعثة للضوء بشكلٍ كبير، كما أنها سمحت بطباعة المركبات العضوية على شرائح كبيرة، مما ساهم باستخدامها في الشاشات ذات الأبعاد الكبيرة، كالتي يبلغ حجمها 80 إنش.

كيف تقوم الثنائيات العضوية بإصدار الضوء ؟

بشكلٍ مشابه لآلية عمل الثنائيات الباعثة للضوء LEDs، فإن الثنائيات العضوية تعتمد على مبدأ “التألق الإلكتروني Electrophosphorecense” من أجل إصدار الضوء. تتم هذه العملية وفقاً للخطوات التالية:

  • يتم تطبيق جهد كهربائي عبر الثنائي العضوي من بطارية أو أي مصدر طاقة كهربائية آخر.
  • يعبر تيار كهربائي من القطب السالب (المهبط) إلى القطب الموجب (المصعد) الخاصين بالثنائي العضوي، ويمر التيار من المهبط للمصعد عبر الطبقات العضوية التي تؤلف الثنائي العضوي. يقوم المهبط بنقل الإلكترونات إلى طبقة الإصدار العضوية، ويقوم المصعد بانتراع الإلكترونات من الطبقة الناقلة العضوية.
  • عند الحدود الفاصلة بين طبقة الإصدار والطبقة الناقلة، تلتقي الإلكترونات (سالبة الشحنة) مع الثقوب (موجبة الشحنة)، فعندما يعثر إلكترون على ثقب، يقوم الإلكترون بملئ هذا الثقب. للتوضيح أكثر، فإن عملية ملئ الإلكترون للثقب، تعني أن الإلكترون سيقوم بالهبوط لسويةٍ طاقية ضمن ذرة قد فقدت أحد إلكتروناتها. عند حدوث هذا الأمر، فإن الإلكترون يقوم بتقديم طاقة، وتظهر هذه الطاقة على شكل فوتون ضوئي. وهذا يعني أن الثنائي العضوي عند حصول هذه الحادثة سيقوم بإصدار الضوء.
  • يعتمد لون الضوء الصادر من الثنائي العضوي على نمط ونوع المركب العضوي الموجود ضمن طبقة الإصدار. يقوم المصنعون بوضع عدة أنماط من شرائح المركبات العضوية ضمن طبقة الإصدار ضمن الثنائي الواحد من أجل الحصول على إصدار عدة ألوان.
  • بالنسبة لشدة وسطوع الضوء من الثنائي العضوي، فإنها تعتمد على شدة التيار الكهربائي الذي يمر عبر الثنائي عند تطبيق الجهد الكهربائي عبر طرفيه. كلما زادت شدة التيار، كلما حصلنا على سطوعٍ أعلى. طبعاً هنالك حدود تصنيعية لشدة التيار المسموحة بالمرور عبر الثنائي، حيث يجب ألا تزيد عن قيمةٍ حدية حتى لا يؤدي ذلك إلى عطب الثنائي وتلفه.
OLED-2
كيفية عمل الثنائيات العضوية الباعثة للضوء. حقوق ملكية الصورة تعود لموقع HowStuffWorks

أنماط الثنائيات العضوية الباعثة للضوء

يوجد عدة أنماط أساسية من الثنائيات العضوية الباعثة للضوء:
– الثنائي العضوي ذو المصفوفة غير الفعالة Passive-Matrix OLED
– الثنائي العضوي ذو المصفوفة الفعالة Active-Matrix OLED
– الثنائي العضوي الشفاف Transparent OLED
– الثنائي العضوي ذو الإصدار القمي Top-emitting OLED
– الثنائي العضوي القابل للطي Foldable OLED
– الثنائي العضوي الأبيض White OLED

كل نمط من الأنماط السابقة يتميز باستخدامٍ معين، وكل منها ذات تطبيقاتٍ معينة. وفيما يلي، سنوضح تطبيقات واستخدامات كلٍ منها.

1- الثنائي العضوي ذو المصفوفة غير الفعالة Passive-Matrix OLED
يعرف هذا النمط من الثنائيات العضوية اختصاراً بـ PMOLED، وضمن هذا النمط من الثنائيات، فإن المهبط (القطب السالب) والمصعد (القطب الموجب) والطبقات العضوية تأخذ شكل شرائط متوضعة جنب بعضها البعض. يتم ترتيب الشرائط المكونة للمصعد عمودياً على الشرائط المكونة للمهبط. التقاطعات ما بين شرائط المهبط والمصعد هي ما يكون عناصر الصورة (البكسلات Pixels) التي يتم إصدار الضوء منها. يتم تطبيق توصيل كهربائي معين على شرائط محددة من المصعد والمهبط، وعبر تحديد عدد معين من الشرائط التي سيتم تطبيق الجهد الكهربائي عليها، فإن هذا الأمر هو ما يحدد ما هي عناصر الصورة التي سيتم تفعيلها (أي ستكون بحالة On) وأي عناصر صورة لن يتم تفعيلها (أي ستكون بحالة off). بالنسبة لشدة سطوع الضوء من كل عنصر صورة، فإنه يتحدد أيضاً عبر شدة التيار الكهربائي المار عبر الثنائي.

تتميز الثنائيات العضوية من نمط PMOLED بكونها سهلة التصنيع، إلا أنها تستهلك طاقة كهربائية أعلى من الأنماط الأخرى للثنائيات العضوية. تعتبر الثنائيات العضوية من نمط PMOLED ممتازةً من أجل إظهار النصوص والأيقونات وهي تناسب الشاشات الصغيرة بشكلٍ كبير، خصوصاً تلك التي لا تزيد أبعادها عن 2 – 3 إنش، مثل تلك المستخدمة في الهواتف المحمولة أو مشغلات الـ MP3. بالطبع، وحتى مع استهلاكها المرتفع للطاقة مقارنةً بالأنماط الأخرى من الثنائيات العضوية، تبقى ثنائيات PMOLED أفضل من شاشات LCD التقليدية من حيث استهلاك الطاقة.

PMOLED-3
بنية الثنائي العضوي غير الفعال.

2- الثنائيات العضوية ذات المصفوفة الفعالة Active-Matrix OLED
تدعى هذه الثنائيات اختصاراً بـ AMOLED. وفي هذا النمط من الثنائيات، يكون المهبط والمصعد والمركبات العضوية على شكل طبقات متصلة، بدلاً من أن تكون عبارة عن شرائط منفصلة متوضعة جنب بعضها البعض. اختلاف آخر هام يتعلق بهذه الثنائيات هو أن طبقة المصعد تتوضع فوق طبقةٍ رقيقة ترانزيستورية ذات بنية مصفوفية. وظيفة هذه الطبقة الترانزيستورية هي تحديد عنصر الصورة (أو العناصر) الذي سيقوم بإصدار الضوء والذي سيساهم بتشكيل الصورة الكلية.

تستهلك ثنائيات AMOLED طاقةً كهربائية أقل من تلك التي تستهلكها PMOLED، وذلك بسبب أن الطبقة الترانزيستورية تتطلب طاقةً أقل من أجل اختيار عنصر الصورة، وبالتالي فإن الثنائيات من نمط AMOLED تعتبر فعالة جداً للاستخدام في الشاشات الكبيرة وشاشات الحواسيب.

AMOLED-4
بنية الثنائي العضوي الفعال AMOLED. حقوق ملكية الصورة لموقع HowStuffWorks

3- الثنائيات العضوية الشفافة Transparent OLED
تتكون هذه الثنائيات العضوية من مكوناتٍ شفافة، أي أن المهبط والمصعد والطبقات العضوية تتكون كلها من موادٍ شفافة، مما يسمح بمرور الضوء عبرها بكلا الاتجاهين عندما تكون بحالة عمل (On). يمكن لهذا النمط من الثنائيات العضوية أن يكون ذو مصفوفة غير فعالة، أو ذو مصفوفةٍ فعالة. يتم استخدام هذا النمط من الثنائيات في أجهزة الإظهار من نمط Heads-up، والتي تكون ضمن سطح شفاف، مثل شاشات الإظهار الحديثة المتوضعة في زجاج السيارات.

TranOLED-5
بنية الثنائيات العضوية الباعثة للضوء الشفافة Transparent OLED. حقوق ملكية الصورة تعود لموقع HowStuffWorks

4- الثنائيات العضوية ذات الإصدار القمي Top-emitting OLED
يمتلك هذا النمط من الثنائيات ركيزةً قد تكون شفافة وقد تكون غير شفافة، كما أنها تصنع اعتماداً على طريقة المصفوفات الفعالة. أكثر استخدامات هذا النمط من الثنائيات هو في البطاقات الذكية Smart Cards.

TOPOLED-6
بنية الثنائيات العضوية الباعثة للضوء ذات الإصدار القمي Top-Emitting OLED. حقوق ملكية الصورة تعود لموقع HowStuffWorks.

5- الثنائيات العضوية القابلة للطي Foldable OLED
يمتلك هذا النمط من الثنائيات ركائز مصنوعة من رقائق معدنية أو رقائق بلاستيكية شديدة المرونة، وهي تتميز بكونها ذات وزن خفيف جداً، فضلاً عن كونها ذات عمر طويل. ويمكن عبر استخدامها في أجهزةٍ مثل الهواتف المحمولة أن تساهم بتخفيض انكسار الأجهزة.

6- الثنائيات العضوية البيضاء White OLED
هذا النمط من الثنائيات العضوية يتميز بإصداره لضوءٍ أبيض عالي السطوع، كما أنها تتميز بكفاءة استهلاك للطاقة أفضل بكثير من المصابيح الفلوريسانتية التقليدية. وبسبب تمتعها بإمكانية التصنيع على صفائح كبيرة، فإن هذا النمط من الثنائيات العضوية يمتلك إمكانية استبدال المصابيح الفلوريسانتية التقليدية والمستخدمة في إنارة المنازل والمباني. وبشكلٍ عام، فإن استخدام هذا النمط من الثنائيات يستطيع المساهمة بتخفيض كلف استهلاك الطاقة في مجال الإنارة.

ميزات ومساوئ الثنائيات العضوية الباعثة للضوء Advantages & Disadvantages of OLED

حتى الآن، فإن تقنية الإظهار اعتماداً على الكريستال السائل LCD هي من أكثر تقنيات الإظهار استخداماً، سواء في مجال الشاشات الصغيرة، أو حتى في الشاشات التلفزيونية الكبيرة وشاشات الحواسيب. وعلى الرغم من أن تقنية الإظهار اعتماداً على الثنائيات المصدر للضوء LED قد قدمت نفسها كمنافسٍ حقيقي لشاشات LCD، فإن الإظهار والإنارة اعتماداً على الثنائيات العضوية الباعثة للضوء OLED يبدو وأنه سيتفوق على كلا التقنيتين.

1- الميزات

  • تمتلك الطبقات البلاسيتيكية والعضوية المستخدمة في تشكيل OLED سماكةً أقل ووزناً أخف من الطبقات الكريستالية المستخدمة في تشكيل الثنائيات المصدر للضوء LED، أو تشكيل وسائل الإظهار بالكريستال السائل LCD.
  • بما أن الطبقات المصدر للضوء في الثنائيات العضوية ذات وزن أخف، فإنه يمكن للركيزة الأساسية للثنائي العضوي أن تكون مكونة من مادةٍ مرنة، بدلاً من أن تكون مكونة من مادةٍ صلبة، وهذا يعطي العنصر النهائي مرونةً أكثر بالاستخدام، بشكلٍ أفضل من الثنائيات التقليدية LED التي تعتمد على الزجاج كركيزةٍ لها.
  • تمتلك الثنائيات العضوية سطوعاً أعلى من الثنائيات المصدرة للضوء التقليدية. السبب في قيمة السطوع العالي، هو أن الطبقات العضوية المستخدمة في صناعة الثنائيات العضوية ذات سماكة أقل من نظيراتها اللاعضوية المستخدمة في صناعة الثنائيات التقليدية، وهذا يعني أن طبقات الإصدار والناقلية المسؤولتين بشكلٍ أساسي عن إصدار الضوء يمكن أن لها أن تكون متعددة، أي يمكن استخدام عدة طبقات إصدار وعدة طبقات ناقلية في الثنائي العضوي الواحد، مما يعطي بالنتيجة سطوعاً أعلى للضوء الصادر منها. فضلاً عن ذلك، فإن الثنائيات التقليدية LED وأجهزة الكريستال السائل LCD تتطلب استخدام الزجاج في بنيتها، والذي يقوم بامتصاص جزء من الضوء الصادر منها، بينما الثنائيات العضوية لا تتطلب استخدام الزجاج، مما يساهم بشكلٍ أفضل في سطوع الضوء الصادر.
  • لا تتطلب الثنائيات العضوية الباعثة للضوء إنارةً خلفية كي تقوم بوظيفتها مثل أجهزة الكريستال السائل LCD، وذلك لأن الثنائيات العضوية تقوم بإصدار الضوء من تلقاء نفسها، وهذا الأمر يساهم بشكلٍ كبير في تقليل استهلاك الطاقة اللازمة لعمل الثنائيات العضوية. تتزايد أهمية هذه الميزة في الأجهزة التي يتم تشغيلها على البطارية مثل الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية، فتخفيض استهلاك الطاقة المطلوب لشاشة الإظهار سيساهم بتحسين حياة البطارية لفترةٍ أطول.
  • تتميز الثنائيات العضوية أيضاً بأنها سهلة التصنيع، ويمكن تصنيعها أيضاً بأحجامٍ كبيرة، وذلك بسبب بنيتها التي تعتمد على البلاستيك بشكلٍ أساسي، وهو ما يساهم بسهولة التصنيع وفقاً للحجم المطلوب، بخلاف بلورات الكريستال السائل التي يكون من الصعب تصنيعها ضمن أحجامٍ كبيرة.
  • تمتلك الثنائيات العضوية الباعثة للضوء مجال رؤية واسع يصل إلى 170 درجة. وبسبب أن أجهزة الكريستال السائل تعتمد في الإظهار على حجب منطقة معينة من الضوء، فإن هذا سيؤدي لنشوء عقبات في الرؤية من بعض الزوايا. بالنسبة للثنائيات العضوية، فإنها تقوم بتوليد الضوء من تلقاء نفسها، مما يساهم بتشكيل زاوية نظر أفضل وأوسع.

2- المساوئ

  • العمر Lifetime: في حين أن الثنائيات العضوية الباعثة للضوء الأحمر والأخضر تمتلك عمر طويل نسبياً (ما بين 46000 إلى 230000 ساعة عمل )، فإن الثنائيات العضوية الزرقاء تمتلك عمر قصير، ولا يتجاوز 14000 ساعة.
  • التصنيع Manufacturing: ربما أهم مساوئ الثنائيات العضوية الباعثة للضوء هي الكلفة العالية لعملية التصنيع.
  • الماء: يجب تجنب وصول الماء للثنائيات العضوية، فالماء يستطيع أن يدمر الثنائيات وبسهولة.

استخدامات وتطبيقات الثنائيات العضوية الباعثة للضوء

من خلال الخواص التي استعرضناها عبر المقالة، فإنه من الواضح أن أهم استخدامات الثنائيات العضوية هو بمجال أجهزة وأنظمة الإظهار. هنالك العديد من الشركات التي بدأت بالفعل بتصنيع شاشاتها اعتماداً على الثنائيات العضوية الباعثة للضوء مثل شركة LG، وسامسونغ وسوني. ولم يتوقف الأمر على ذلك، فقد بدأت أيضاً الشركات المهتمة بمجال الهواتف الذكية والأجهزة الذكية بتصنيع شاشات أجهزتها من الثنائيات العضوية الباعثة للضوء، ولعل أشهر الشركات بهذا المجال هي شركة غوغل مع جهاز Nexus اللوحي، وشركة HTC مع أجهزة Desire وأجهزة HTC One وكذلك قامت شركة RIM المصنعة لشاشات هواتف بلاكبيري بالاعتماد على الثنائيات العضوية الباعثة للضوء في أجهزة BlackBerry 10. ويذكر أن شركة سامسونغ قد تمكنت من الإعلان عن إنتاج أول شاشة تلفزيونية مصنوعة من الثنائيات العضوية الباعثة للضوء عام 2012، كما أنها تمكنت (بالإضافة لشركات أخرى مثل LG) من تصنيع شاشات تلفزيونية منحنية على الأطراف، مصنوعة من الثنائيات العضوية الباعثة للضوء.

مؤخراً، وفي أوائل عام 2015، أعلنت شركة LG عن بدء العمل من أجل تطوير شاشة تلفزيونية مصنوعة بتقنية OLED، لتكون أدق شاشة تلفزيونية تم تصنيعها على الإطلاق، حيث تبلغ أبعادها 65-إنش، فضلاً عن عملها تقنية 4K الحديثة.

013_Samsung_OLED_35823374
الشاشة التلفزيونية المنحنية التي قامت شركة سامسونغ بصناعتها اعتماداً على الثنائيات العضوية الباعثة للضوء.

وفي سبيل تعزيز ثقة المستخدم بشاشات التلفزيون المصنوعة بتقنية OLED، فإن الشركات المصنعة للشاشات التلفزيونية تتسابق في سبيل إظهار ميزات وأفضلية شاشات OLED على الشاشات التقليدية، والصورة التالية من موقع شركة LG مثال على ذلك، حيث يظهر فيها مقارنة بسيطة بين شاشة OLED وشاشة تقليدية، من حيث الطبقات المكونة للشاشة، والسماكة النهائية، فضلاً عن وضوحية ودقة الإظهار:

OLED-LCD

أكثر من ذلك، وبسبب المرونة التي تتمتع بها الثنائيات العضوية الباعثة للضوء، فإن البعض قد بدأ يأمل بالحصول على هواتف ذكية قابلة للطي والانحناء اعتماداً عليها، وعلى الرغم من أن معدلات الفشل لا تزال مرتفعة بعض الشيء في مثل هذه الأجهزة، إلا أن الأمل المستقبلي بالحصول عليها لا يزال قائماً.

المصادر:
1- موقع HowStuffWorks
2- موسوعة ويكيبديا باللغة الإنجليزية
3- موقع Explainthastuff
4- موقع شركة LG

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى