المساحة الإخباريةعلوم الطاقة

آلية رفع جديدة لبناء توربينات توليد الطاقة

مزارع الرياح اصطلاحاً هي مناطق ذات مساحات كبيرة – غالباً – توضع فيها توربينات ( مراوح ) تتحرك بقوة الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية لتجهيزها للاستهلاك، وعادة ما تُصنّع هذه التوربينات (مراوح مُثبتة على محور مرتبط بعمود على الأرض) في مصانع وتُجمّع في موقع تركيبها جزءاً جزءاً .

إن عملية التجميع (التركيب) هذه تحتاج إلى قدرات رفع وحمل عالية، مما يتطلب وجود آلاتٍ ضخمة كي تقوم بها، حيث يبلغ طول العمود الحامل لمحور المروحة 75 متراً ( ويحوي محركات داخله تقوم بتوليد الطاقة ) ويزن أحدها 25 طناً. يتم رفع المُحرّكات بربطها على نقطتين من صارٍ (صاري) ثقيل محمول على شاحنات خاصة، ويقوم العمال – البشر – بربط وشد الكابلات يدوياً .

تبعاً لهذا فإن هؤلاء المساكين عليهم أن يعملو على ارتفاع عشرات الأمتار من على ظهر الشاحنة وفي أعتى الظروف الجوية وحتى في الظلام عندما يكون عدد التوربينات كبيراً !. وفوق هذا، فإن عمليات تركيب محور المروحة فوق المُحرّك كانت تتم بعد تثبيت المحرك عمودياً…أي على الارتفاع، ويرفع المحور ومن ثم كل نصلٍ على حدة ليقوم العمال بتركيبه فوق العمود !.

أعمالٌ لا يحسد العمال عليها أليس كذلك ؟؟  تصورت هول العمل عزيزي القارئ ؟

إليك الجديد : في هذا السياق أنشأت شركة سيمنز المعروفة (Siemens) آليةً جديدة تستطيع حضن المحرك ( العمود ) جاعلة عملية رفع وتركيب هذه المراوح عملية أكثر أماناً وكفاءة من ذي قبل، وبإمكان هذه الآلية أن تعمل في ظروف قاسية ( من حيث شدة الرياح أثناء التركيب )، الأمر الذي يُساعد على وضع المراوح في مواضع تمر فيها الرياح بشدة عالية دون حساب المشاكل التي تسببها – أي الرياح – أثناء التركيب.

عمل مهندسو سيمنز على جعل هذه الآلية أكثر مرونة، إذ أصبح بالإمكان تركيب كامل التوربين – المُحرّك والمحور ونصول المروحة – على الأرض، ومن ثم رفعها كقطعةٍ واحدة و تثبيتها عمودياً على الأرض.

هل شعرت بالفرق؟ تابع فهناك المزيد:

ومن المرونة التي توجد في آليتهم الجديدة ، أتاح مهندسو سيمنز ميزاتٍ تعطيها القدرة على الانعطاف، التمايل، والدوران بشكل آمن ، ووزناً خفيفاً يجعل حركتها لتركيب وفك التوربينات أكثر كفاءة.

فكّ ؟؟ لم الفكّ ؟

قد تحتاج هذه التوربينات للصيانة، وفكّها كان معاناةً حقيقية مع الآلات القديمة ثقيلة الوزن عديمة القدرة على تحمل سرعات عالية للرياح وعديمة الديناميكية، واعتمادها على العمال المساكين. وفي سياق تحمل الآلية الجديدة لسرعات عالية للرياح، تعمل هذه الآلية على شد وإرخاء كابلات وظيفتها حماية أنصال المروحة حسب الحاجة، مما يُوفر القدرة على فك وتركيب المروحة دون الخوف من تحركها وتأثيرها على نقاط الوزن، ومن ثم دور آلية التمايل والدوران اللتين توفران القدرة على تركيب المحور على المحرك بشكل بالغ الدقة، وتتحمل هذه الآلية سرعة رياح حتى 19 متراً في الثانية – أي الدرجة 7 على مقياس بوفورت – ويبلغ طولها 14 متراً وارتفاعها 8 أمتار فقط كما يتضح شكلها في الصورة .

تم تسليم هذه الآلية مهمتها الأولى في الصيف المنصرم حيث بدأت ببناء مزرعة هوائية في الساحل الشرقي للملكة المتحدة، وستقوم بتركيب 36 توربيناً بطول 75 متراً بكل سلاسة وكفاءة.

ترجمة وإعداد: AbdulKareem M. Koussa

المصدر: موقع Phys.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى