المساحة الإخبارية

وفقاً لبحثٍ جديد: دماغ الإنسان أسرع بـ 30 مرة من أقوى حاسوب فائق!

بدأ الملياردير والريادي الشهير “إيلون ماسك Elon Musk” مؤخراً بتمويل مشروعٍ جديد خاص بالذكاء الصنعي، حيث يهدف المشروع إلى إيجاد طريقةٍ جديدة بهدف مقارنة الحواسيب الفائقة بدماغ الإنسان.

يعتمد هذا المشروع على طريقةٍ جديدة في المقارنة ما بين قدرات دماغ الإنسان وقدرات الحواسيب الفائقة، وبدلاً من إجراء عملية المقارنة التقليدية التي تعتمد على مدى السرعة في إجراء العمليات الحسابية المختلفة، تم اعتماد قياس مدى سرعة إرسال الرسائل ضمن شبكة اتصالات واحدة تابعة للدماغ أو الحاسوب. قد يؤدي استخدام هذا المعيار إلى توفير طريقةٍ فعالة من أجل قياس مدى تطور أنظمة الذكاء الصنعي إلى مستوى قابل للمقارنة مع الذكاء البشري.

للتوضيح، فإن المعيار الأشهر حالياً في تحديد قوة وسرعة الحواسيب الفائقة يعتمد على قياس “الفلوب FLOP”، أي عدد العمليات الحسابية الخاصة بالفاصلة العائمة التي يستطيع الحاسوب إنجازها في ثانيةٍ واحدة، فكلمة “FLOP” هي اختصار لـ Floating Point Operations Per Second. التصنيف نصف السنوي الشهير المعروف بـ ” TOP 500 ” والذي يصنف أقوى 500 حاسوب فائق حول العالم، يعتمد على معيار الفلوب في تصنيف الحواسيب الفائقة، ولا يزال الحاسوب الصيني الفائق Tianhe-2 يحتل هذا التصنيف بقدرةٍ حاسوبية إجمالية قدرها 33 تيرا فلوب.

بكل الأحوال، فإن الهدف من المشروع الجديد هو تطوير طريقة ومعيارية جديدة لأداء وقوة الحواسيب الفائقة، من أجل مقارنتها مع الدماغ البشري. تم تطوير هذا المشروع – والذي تم تسميته AI Impact Project – اعتماداً على أفكار باحثين بمرحلة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، بركلي وجامعة كارنيغي ميللون. ما قام به الباحثان هو تطوير منهجية أولية من أجل مقارنة الحواسيب الفائقة مع الدماغ البشري، وقاموا بتسمية هذه المنهجية TEPS: Traversed Edges Per Second أو عدد الحواف العابرة في ثانيةٍ واحدة. مبدأ عمل هذه المنهجية هو تحديد قدرة الحاسوب على إرسال المعلومات ضمن نظامه الخاص. تتطلب هذه المنهجية أن يقوم الحاسوب بمحاكاة مخططٍ بيانيّ ومن ثم البحث ضمن التفاصيل الخاصة بهذا المخطط. لا يمكن إجراء نفس العلمية ضمن دماغ الإنسان، وبالتالي ومن أجل إجراء مقارنة مع الدماغ البشريّ، قام الباحثون بمقارنة أداء الحاسوب مع عدد المرات التي يقوم بها الدماغ تحفيز إشاراتٍ عصبية كهربائية ضمن العصبونات، أو تردد توليد الإشارات العصبية ضمن العصبونات الدماغية.

تقول كاتيا غرايس، طالبة دكتوراه في مجال علوم الحاسب والمنطق بجامعة كارنيغي ميللون :” أحد الإيجابيات الواقعية لعملية قياس أداء الدماغ وفقاً لمعايير الاتصالات هو أنه لم يقم أحد من قبل استخدام هذه الطريقة. هذا سيؤمن لنا تقديراً مستقلاً لكلفة وقيمة العتاد الحاسوبي المعادل تقريباً لدماغا الإنسان “.

حصل مشروع AI Impact Project على تمويلٍ قدره 47 ألف دولار أمريكي، وذلك كجزءٍ من منحةٍ قدرها 7 مليون دولار أمريكي قام الملياردير إيلون ماسك بتقديمها للأبحاث المتعلقة بتطوير الذكاء الصنعي ودفعه أكثر للأمام، ولكن بنفس الوقت ضمن الخطط الهادفة لتقليل الآثار السلبية التي قد تنتج عن تطور ذكاء الآلات، والتي عبر عنها إيلون ماسك في العديد من المواقف والتصريحات السابقة.

بالنسبة لمعيار TEPS في قياس سرعة وكفاءة الحواسيب الفائقة، فإن الحاسوب الفائق Sequoia التابع لشركة IBM يحتل الآن المركز الأول، حيث يتمتع هذا الحاسوب بقدرة حوسبة قيمتها 2.3×10^13 TEPS. أجرى الفريق البحثي حساباتٍ تهدف لمقارنة قدرة الدماغ البشري مقارنةً مع الحاسوب Sequoia، والذي يحتل المرتبة الأولى في قوة الحواسيب الفائقة وفقاً لمعيار TEPS. حصل الفريق على تقديراتٍ لها حد أعظمي وحد أصغري. وفقاً لأدنى التقديرات، فإن الدماغ البشري يمتلك قدرة حوسبة تماثل تلك التي يمتلكها الحاسوب Sequoia، ووفقاً لأعلى التقديرات، فإن الدماغ البشري يمتلك قدرة حوسبة تعادل 6.4×10^14 TEPS، أي أنه أسرع بـ 30 مرة من الحاسوب Sequoia.

اعتماداً على هذه التقديرات، ومن أجل تحديد الكلفة اللازمة لبناء حاسوبٍ مماثل لقدرة الدماغ البشري، وجد الباحثون أن كلفة تشغيل حاسوب بهذه القدرات ستكون ما بين 4700 و 170000 دولار أمريكي للساعة الواحدة، وفقاً للكلف الحالية الخاصة بالحواسيب.

بكل الأحوال، لا يوجد أي داعي للقلق أو الشعور بالخوف من تطور الحواسيب وقيامها بإزاحة البشر والتفوق عليهم، على الأقل، يمكن القول أن الوصول لهذه المرحلة يتطلب الكثير من الوقت، فقد أوضح الفريق البحثي القائم على المشروع أن بحثهم يتضمن العديد من الافتراضات والشروط التي لا يعلمون عنها معلوماتٍ أكيدة، والتي تم تضمينها ضمن حساباتهم.

من ناحيةٍ أخرى، فإن القول “الوصول لمستوى ذكاء الدماغ البشري” هو أمرٌ غير دقيق فعلياً. هدف البحث هو المقارنة بين دماغ الإنسان وحاسوبٍ فائق على المستوى العتادي Hardware، أي أن نتيجة البحث تتعلق بكمية وكلفة العتاد الفيزيائي المطلوب لإنجاز حاسوب يتمتع بقدرة حوسبة تمثل قدرة دماغ الإنسان وفقاً لمعيار TEPS. الفكرة هنا أن أداء أي نظام حاسوبي لا يتعلق فقط بالعتاد الصلب الخاص به، فأي نظام حاسوبي يتكون من شقين أساسيين: الشق العتادي الصلب Hardware، والشق البرمجي Software. الشق البرمجي يلعب دوراً حاسماً في الأنظمة الحاسوبية، فكفاءة النظام البرمجي تساهم كثيراً بزيادة قدرة وكفاءة النظام الحاسوبي ككل، بغض النظر عن العتاد الصلب. وبالمقارنة مع دماغ الإنسان، فإنه يمكن القول أن علماء الفيزيولوجيا يمتلكون حالياً المعلومات المتعلقة بالـ “عتاد الصلب” الخاص بدماغ الإنسان، من حيث عدد التوصيلات والخلايا العصبية والعصبونات وأجزاء الدماغ المختلفة وارتباطها مع بعضها البعض ومع الأجزاء الأخرى ضمن النظام العصبي لجسم الإنسان. ولكن العجز يكمن في معرفة كيفية عمل الدماغ بالفعل، وكيفية معالجته للمعلومات، وإرسالها، وتفسيرها. هذه العمليات هي فعلياً “الشق البرمجي” للدماغ البشري، والتي لا نتملك عنها حالياً الكثير من المعلومات، وبالتالي فإنه لا يمكننا بالوقت الحالي إنجاز أي حاسوب يماثل دماغ الإنسان من حيث الأداء، نظراً لعدم معرفتنا الدقيقة لكيفية “برمجة” الدماغ وعمله.

المصدر: IEEE Spectrum

 للمزيد حول مشروع AI Impact Project اضغط هنا

للمزيد من المقالات حول الحواسيب الفائقة:

تعرف على الحواسيب الفائقة

كيف يتم قياس قدرة الحواسيب الفائقة: الفلوب

شركة IBM تقوم بإعادة تصميم الحواسيب الفائقة

ما بعد الحاسوب الفائق Tianhe-2: مستقبل الحواسيب الفائقة

شريحة جديدة من شركة IBM تستنسخ طريقة عمل الدماغ البشري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى