علوم البرمجةعلوم الحاسب

إنترنت الأشياء: هل سنحصل على حوسبة بكل مكان؟

” إنترنت الأشياء (The Internet Of Things (IOT” – يتزايد تردد هذا المصطلح في أحاديثنا، فإما من خلال الأحاديث المُشوقة عن هذه الثورة القادمة، أو من خلال المناقشات الجدية التي تأتي بسياق الحديث عن الحوسبة السحابية Cloud Computing، لكن بالتأكيد، فإن مصطلح “إنترنت الأشياء” قد أصبح مُصطلحاً لامعاً. ببساطة فإن مفهوم إنترنت الأشياء يعني الوصل بين الأجهزة الذكية (وغير الذكية)، الغسالات، البرادات، الطابعات والماسحات Scanners، أجهزة مراقبة الصحة، الحساسات البيئية، الأنظمة التي تُحذّر من الزلازل والتسونامي بشكلٍ مُبكر، وأجهزةٍ أخرى عديدة، إلى شبكة الإنترنت، لتوفر جميعها خدماتٍ مُتكاملة، بحيث يتم التواصل معها والقيام بعمليات المعايرة والتّحكم عن بعد من خلال نافذة المُتصفح أو  الهاتف النقال.

المبدأ من فكرة إنترنت الأشياء مُختصر بإيجاز في مصطلح “الحوسبة في كلّ مكان Ubiquitous Computing”، والذي صيغ من قِبل العالم الراحل Mark Weiser عام 1988. كان Weiser رئيس العلماء في مركز الأبحاث Xerox PARC إلى حدّ وفاته المبكر في سنّ 47 في نيسان 1999. قد يتساءل المرء عن ميراثه العلمي: ألم يحن الوقت لتبدأ إنترنت الأشياء بالازدهار؟

مرّت سنوات عديدة ومهندسي الحواسيب Salvatore Sorce  و Antonio Gentile، من جامعة باليرمو، إيطاليا، وهما مُتشوقان حول إنترنت الأشياء، وكذلك يتساءلان كمهندسي حواسيب عن سبب عدم استفادتهم من وعدها الكبير. يجدان أن هناك ثلاث واجهات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في المفهوم – الإعلام التفاعلي، تكامل الأجهزة، والتطبيقات – لتفسير الفرق الزمني بين رؤية Weiser الأصلية وتحقيق إمكاناتها.

قال Weiser : “التقنيات الأكثر عمقاً من حيث التأثير هي التي تختفي، فهي تطرز مكانها في نسيج حياتنا اليومية إلى أن يتعذر علينا تمييزها منها”. حيث تم استنتاجها من قانون التنبؤ الثالث من Arther C Clarke: ” لا يمكن تمييز أي تكنولوجيا متطورة بما فيه الكفاية عن السحر”. بالطبع، نحن لا نحتاج إلى تكنولوجيا فوق الطبيعة أو سحرية لتحقيق “الحوسبة في كلّ مكان”، نحن نحتاج فقط إلى الإخلاص لهذه القضية، وأن نقوم بتصنيع تّطبيقاتٍ مُتطورة وتجميعها وتركيبها سويةً. الفكرة أن هذا التّجميع للتقنيات هو الأمر الذي لم نشاهده بعد.

قام Sorce و Gentile بمراجعة التكنولوجيا غير المسبوقة في إنترنت الأشياء. يتم العمل بمجهودٍ كبير لتطوير هذه التكنولوجيا، ولكن مع الأسف، يبقى هنالك عوائق بارزة حتى مع التطوير في التواصل: الوصل بين شبكات الهواتف النقالة الحالية وشبكات خطوط نقل الطاقة، وكذلك أن تسمح الإنترنت والهواتف الذكية للمُستخدمين سواءً كانوا محليين، أكاديميين أو صناعيين بالدخول إلى واجهاتٍ للتّحكم “بالأشياء”، وهو أمرٌ غير ممكن حتى الآن. يتحدثون عن أجهزة وصل مُوحدة وعالمية، ومع ذلك يقوم المُصنّعون بتصنيع الأجهزة بأحجامٍ مُختلفة ولمتطلباتٍ مُختلفة (على سبيل المثال شواحن الهواتف، وصلات إدخال السماعات ووصلات USB كأول مثال محلي واضح)، وبالتالي يُصبح السبب واضحاً عن عدم وجود واجهة بسيطة تقول للغسالات بالتخفيف من صوت دورانها، بدون أن تضطر أنت لأن تقوم بتفعيل هذا الأمر ذاتياً، وأن تقوم الغسالة أيضاً بإضافة مسحوق الغسيل إلى قائمة المشتريات من السوبر ماركت على الإنترنت دون إزعاجك وأنت تقوم بمهامك الأخرى.

من المؤكد أنه يوجد تطبيقات متطورة جاهزة للعمل حالما تُحل مشكلة التواصل، ومن المؤكد أن هذا المثال الساذج لديه سيناريوهات أعظم بكثير وستؤثر على حياتنا اليومية. عندما نبدأ بسماع الأخبار عن حالات مهمة أكثر من البرادات التي تقوم بالتسوق عنا، فربما سنسمع أيضاً عن ميراث Weiser وتحقق “الحوسبة في كلّ مكان.”

المصدر: Phys.org

Michel Aractingi

طالب هندسة كهرباء في جامعة البلمند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى