علوم الحاسب

التقنيون متحمسون حول مستقبل انترنت الأشياء

في المستقبل، ستصبح السيارات ذكية لدرجة تُخولها التواصل بين بعضها وتجنب الحوادث وستوضع حساسات تحت الجلد لترسل إشاراتك الحيوية إلى الأطباء المُختصين. حاسوبك الخاص سيكون متواجد حول معصمك وستدخل المعلومات عبر صوتك بدلاً من أن تكتبها على شاشة.تم نسج هذه الرؤية من قِبَل أكثر من 1800 مُستخدم للتكنولوجيا الذين تمت مقابلتهم والاستطلاع عن أرائهم في مركز Pew المُختص بأبحاث مشاريع الانترنت، والذي نشر تقريراً حول “انترنت الأشياء The Internet of Things”. هنالك آراء مُشتركة أن انترنت الأشياء – تسمى أيضاً “غيمة الأشياء Cloud of Things” – ستنمو بقوة مع حلول عام 2025. ولكن يوجد آراء مختلفة عن الشكل التي ستأخذه و ما إذا كانت إفادتها ستتفوق على الأشياء التي سنتخلى عنها.كما قد تتوقع، الأشخاص الخبراء بالتكنولوجيات والتقنيات والذين تم مقابلتهم كانوا متفائلين على صعيد الراحة والإنتاج الاقتصادي الذي تستطيع الحوسبة المضمنة واسعة الانتشار widespread embedded computing والاتصالات جلبها. ولكن عدد منهم أبدى قلقه من عدة نواحي: الخصوصية، الأمان، والمشاكل التقنية المُعقدة لوجود شبكة أكبر بكثير من شبكة الانترنت الحالية. بشكل عام، 83% من المشاركين قد أجب أن انترنت الأشياء ستؤثر إيجاباً على حياتنا اليومية مع حلول 2025، و 17% جاوب بالعكس.

بوجود حساسات تحتاج طاقة وتكلفة أقل مُرتبطة بكلّ شيء من الجسور إلى أجهزة قياس الحرارة المنزلية، ستصبح الحوسبة متوفرة في كلّ مكان لدرجة يصبح توافرها كتوافر الكهرباء، وتصبح جزءاً أساسياً من محيطنا.

على الصعيد الفردي، قد تُمثل انترنت الأشياء حواسيب يُمكن ارتدائها، وقد ساعد بترويج هذه الفكرة أجهزة مثل نظارات غوغل وأساور اللياقة. وفيما تصبح الحوسبة جزءاً من شخصيتنا، يفتح ذلك احتمالية وجود “الواقع المُدمج Augmented Reality” لتحسين تقبل الناس للتقنيات القابلة للارتداء أو الزرع في الجسد.

“قدرتنا على استخدام النبضات العصبية للتعامل مع المعلومات سيتوسع بشكل كبير،” يتوقع JP Ranagaswami رئيس العلماء في موقع Salesforce.com. “سنرى أن أجهزتنا الموصولة الحالية تُصبح أصغر فأصغر وتندمج ببطء لتصبح جزءاً من جسدنا، حيث يكون المركز الأساسي الذي يحرك هذا الجهاز.”

كلما تصبح الحوسبة مُرسخةً أكثر في بيئتنا اليومية، ستظهر قضايا جديدة تتعلق بالخصوصية و الأمان، كما يقول و يحذر بعض المشتركون في الاستبيان. Frank Pasquale، بروفيسور في جامعة ساتون هال (Seton Hall University) في فرع الحقوق، يقول أن العمل مع الأجهزة المُتصلة بانترنت الأشياء ستصبح أكثر إنتاجاً ولكنها أيضاً تساهم بإنشاء مستوى جديد على صعيد مراقبة الموظفين. “إنها تُمهد الطريق لمراقبةٍ وتلاعبٍ مُستهدف بشكل فائق بالنسبة لهؤلاء الأفراد.”

يوجد أيضاً العديد من التطبيقات البعيدة عن الاستخدام الشخصي، مثل مراقبة الطاقة والبنية التحتية للماء، السيارات أو البيئة. على سبيل المثال، الطرق المجهزة بالحساسات قد تُبَّلغ بمشاكل في الصيانة قبل أن يصبحوا خطراً، والمدن الذكية مع الحساسات المنتشرة وبخدمات تحديد الموقع عالية الدقة قد تتحسس للأماكن المُزدحمة وتنصح السائقين بأفضل طريق للذهاب إلى العمل.

بوجود أجهزة عديدة تنتج سلسلة من المعلومات، تجميع وتحليل البيانات سيكون إشكالية. للأفراد أيضاً، الحواسيب التي يمكن ارتدائها وانترنت الأشياء قد تجعل الانفصال عن سيل المعلومات المُتوفر أمراً صعباً.

“أنا لست متأكداً أن إخراج الحواسيب من جيوب الناس (الهواتف الذكية) إلى وجوههم أو أياديهم سيكون له نفس مستوى التأثير الذي كان للهواتف الذكية، لكن الأشياء ستمشي في نفس الاتجاه،” يقول Justin Reich، عضو في جامعة هارفرد قسم الانترنت و المجتمع. “كلّ شيء تحبه وتكرهه عن الهواتف الذكية سيكون متزايداً.”

المصدر: IEEE

Michel Aractingi

طالب هندسة كهرباء في جامعة البلمند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى