المساحة الإخبارية

غوغل تكشف النقاب عن نظام تشغيل للساعات الذكية المقبلة

قامت شركة غوغل بتوسيع صراعها مع شركة “Apple” ليشمل الآن ساعات اليد الذكية، فقد كشف عملاق البحث “غوغل” عن نظام “Android Wear ” والذي سيكون نظام تشغيل مصمم خصيصاً للحواسيب التي يمكن ارتداؤها بدءاً مما يسمى الساعات الذكية أو “Smartwatches”.

تعديل نظام أندرويد – الذي هو نظام تشغيل الهواتف الذكية – ليعمل على الحواسيب التي يمكن ارتداؤها، هو خطوة استباقية لغوغل والتي دخلت سوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بعد شركة “أبل” . في هذه المرة ستكون غوغل السبّاقة بتطوير علاقاتها مع العديد من الشركات المصنعة للبرمجيات لتضمن جعل الجهاز أفضل.

وهكذا يجب أن نتوقع أن نرى الساعات الذكية المشغلة بنظام أندرويد قبل أن تستطيع أبل الإعلان عن الساعات الخاصة بها. الجدير بالذكر أن أبل أمضت وقتاً في تطوير ساعة ذكية خاص بها – وفقاً لبعض المشرفين على المشروع – لكن لم يتم التصريح عن وقت إطلاقها أو الإعلان عنها .

“غوغل تحاول أن تسبق أبل بأي خطوة تنوي أبل أن تقوم بها “. كما يقول Tero Kuittinen وهو محلل اتصالات لإحدى شركات الهواتف الاسترالية.

لسنواتٍ عدّة شنت كل من غوغل وأبل ما أطلق عليه المحللون اسم “حرب النظم الإيكولوجية ” والتي تشمل التطبيقات، المحتوى والخدمات، التي تهدف لجذب المستخدم والحفاظ على ولائه. فكلما أصبحت التطبيقات والمحتوى أفضل كلما زادت جاذبية الجهاز.

اعتمدت آبل استراتيجية معينة تعتمد على بناء أجهزتها وفقاً لنظام التششغيل الخاص بها ومن ثم السماح للمبرمجين من خارج آبل أن يقوموا ببناء التطبيقات للجمهور الواسع من مستخدمي جهازي “iPhone” و “iPad”. أما المنهجية التي اتبعتها غوغل فكانت العمل كفريق مع الشركات المصنعة للأجهزة التي تعمل على أنظمة غوغل والتي تأخذه هذه الشركات مجاناً، وهكذا فإن السوق المحتملة لمنتوجات تعتمد على برمجيات غوغل سيتوسع .

يعتبر نظام تشغيل أندرويد هو الأكثر شعبية للهواتف الذكية حتى الآن، ولكن مطوري التطبيقات الضخمة – مثل “Instagram”-  يفضلوا أن يتم بناء نسخة التطبيق لأنظمة “iOS” أولاً ومن ثم أنظمة “Android”

فسّر المطورون هذا بأنه من الأسهل أن تصنع تطبيقاً لنظام “iOS” من أن تقوم بكتابة تطبيق للأجهزة التي تعمل بنظام “iOS” أولاً ومن ثم كتابة تطبيق للأجهزة الكثيرة والعديدة التي تعمل بنظام “Android”، وعلى الرغم من أن الشركات المُصنعة لهذه الأجهزة تستخدم نفس البرمجيات الأساسية، ولكن العديد منها تقوم بعمل تغييرات صغيرة تجعل عمل المبرمجين أصعب.

من الواضح أن غوغل تحاول أن تغير هذا الأمر بالنسبة لأنظمة تشغيل الحواسيب القابلة للارتداء عن طريق جعل البرمجيات مُتاحة للعموم قبل أن ينطلق السوق الخاص بها. وببحسب رأي أحد الخبراء فإنه من المهم أن غوغل تقوم بتنظيم كل شيء والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة لتكون قادرة على إتاحة منفذ جديد للمطورين والمبرمجين، وهو شيء سترغب أبل بفعله عندما ستدخل مجال الحواسيب القابلة للارتداء، وهذا بالطبع في حال كانت أبل ستقوم بإصدار ما أطلق عليه البعض اسم “iWatch” ومع أن العديد من المصادر أفادت أن أبل تقوم بتطوير ساعة ذكية خاصة بها ، فإن الشركة نفسها لم تصرح رسمياً أنها تقوم بذلك أو حددت موعد طرح لها .

ولكن إذا- أو متى- قامت أبل بطرح ساعتها الذكية سيكون دخول أبل لما يعتقد البعض أنه سيكون أضخم سوق وأضخم مجال إلكتروني جديد، على الرغم من أن الحواسيب القابلة للارتداء لا تملك إلى الآن شعبية واسعة بين المستخدمين، ولكن من المُتَوقع أنّ شعبيتها ستنمو كثيراً في السنين القليلة القادمة. شركات مثل (سامسونغ، سوني) تقوم الآن بتطوير ساعات ذكية خاصة بها . من الجدير بالذكر أن البحوث تشير إلى أن الحواسيب القابلة للارتداء مثل الأحذية، الوشوم والاكسسوارات ستشكل سوقاً بقيمة عشرة مليارات دولار في عام 2016.

أحد أول الساعات الذكية التي ستعمل بنظام تشغيل غوغل ستكون ساعة “ LG G” من شركة “LG” للالكترونيات من كوريا الجنوبية. هناك أيضاً ساعة “Moto 360” من شركة “Motorola” (باعت غوغل شركة موتورولا لـ”Lenovo مقابل 2.9 مليار دولار). صرحت غوغا أيضاً أنها تعمل على تطوير ساعات لشركات أخرى هي “HTC”و  “Samsung” و “Asus”.

ساعة LG G ستكون متوفرة بنظام تشغيل من شركة غوغل متوافق مع الهواتف الذكية المعتمدة على نظام آندرويد وستكون قادرة على إظهار العديد من المعلومات بناءً على الأوامر الصوتية
ساعة LG G ستكون متوفرة بنظام تشغيل من شركة غوغل متوافق مع الهواتف الذكية المعتمدة على نظام آندرويد وستكون قادرة على إظهار العديد من المعلومات بناءً على الأوامر الصوتية

تعاونت غوغل مع LG في تصميم وهندسة ساعة “G”، ووفقاً لتصريحات أحد المسؤولين في “LG” فإن الساعة ستعمل بالتحكم الصوتي بشكلٍ مُماثل لنظام التحكم الصوتي المستخدم في “Google Glass”، حيث يبدأ المستخدم بقول “O.K. Google” ويتبعها بالأمر الصوتي الذي يريد تنفيذه لتقوم الساعة بعرض المعلومات المرتبطة بالأمر الصوتي.

نظام الأندرويد الجديد الخاص بالساعة أصبح متوفراً للمطورين، وسيتم نشر المزيد من المعلومات في المؤتمر السنوي لمطوري البرمجيات Google I/O في حزيران/يونيو القادم.

حتى الآن، لم تُصرح غوغل أو تُعطي أي تعليق حول إذا ما كانت الشركات المُصنعة ستضطر لدفع رسوم الترخيص لاستعمال أجهزة الأندرويد القابلة للارتداء. صرح أحد المسؤولين في غوغل أن مزيداً من التفاصيل سيتم الإعلان عنها في الشهور القادمة .

لا يبدو واضحاً إمكانية قيام غوغل بإصدار ساعة ذكية خاصة بها، ولكن الشركة أبدت اهتماماً كبيراً بالتصنيع العتادي Hardware، على الرغم من سجلها الحافل وغير المستقر. “نظارات غوغل” التي سببت غيرة بعض المتحمسين وسخرية البعض الآخر لم تلاقِ إلى الآن رواجاً وإنتاجاً واسعاً، ونجد أن الأجهزة الناجحة والتي تعمل بأنظمة أندرويد من غوغل لم تكن من إنتاج غوغل وإنما شركات أخرى مثل Samsung أو LG .

أكبر إخفاق لغوغل في مجال الأجهزة كان عندما اشترت شركة” Motorola Mobility” مقابل 12 مليار دولار أمريكي، ولكن في شهر كانون الثاني وبعد إخفاق جهازها “Moto X” أول هاتف ذكي من غوغل قامت ببيع “Motorola” للشركة الصينية “Lenovo” مقابل 3 مليار دولار فقط .

قبل الإعلان عن بيع “Motorola” بأسابيع صرحت غوغل أنها قد تشتري شركة العتاد “Nest” المعروفة بأنها صنعت منظمات الحرارة المتصلة بالإنترنيت.

بالعودة للساعات الذكية، يبقى أن نذكر أن المستخدمين يشتكون بشكل متكرر من الساعات الذكية، فهم يرونها قبيحة وتفتقر إلى الجاذبية بسبب أبعادها الضخمة وشكلها المربع.

المصدر: موقع جريد The New York Times

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى