علوم الطاقة

مدخل إلى الطاقات المتجددة

الطاقات المتجددة هي الطاقات التي نحصل عليها من خلال تيارات الطاقة التي يتكرر وجودها في الطبيعة على نحو تلقائي ودوري، وهي بذلك على عكس الطاقات غير المتجددة الموجودة غالباً في مخزون جامد في الأرض لا يمكن الإفادة منها إلا بعد تدخل الإنسان لإخراجها منه.

تتمثل الطاقات المتجددة في العالم عموماً بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه وطاقة الكتلة الحيوية. أما الطاقات المتجددة الأخرى، كطاقة الأمواج وطاقة الحرارة الجوفية. وبغض النظر عن إمكان الحصول على طاقة كهربائية أو حرارية أو ميكانيكية من الطاقات المتجددة، فإنه يتوجب علينا في الحقيقة أن نفكر في العديد من الأسئلة قبل الشروع بالتحدث التفصيلي عن استخدام الطاقات المتجددة:

أولاً: كيف نستفيد من الطاقات المتجددة ؟
ثانياً: ما هو الهدف من استخدام هذه الطاقات؟
وأخيراً: هل استخدام الطاقات المتجددة مجدٍ اقتصادياً مقارنة بالطاقات المتوافرة الأخرى؟

والآن لنحاول الإجابة عن الأسئلة السابقة من خلال الأفكار التالية :

مزايا استخدام الطاقات المتجددة

إن الطاقة الشمسية تتميز بكونها طاقة نظيفة خالية من كل أشكال التلوث وتشكل علاجاً لمشكلة التغيرات المناخية والتخفيف من ضغط الفـقر، خلافا للطاقات التقليدية وما يترتب على استعمالها من تلوث للبيئة وانتشار للأوبة والأمراض. وما هو معلوم الآن أن احراق البترول والفحم والغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية يولد أشكالاً من التلوث وغازات تسبب الاحتباس الحراري. ومن جهة أخرى، فإن هناك مخاطر هائلة ناتجة من استخدام الأورانيوم كوقود للحصول على الطاقة النووية .
إن استخراج الطاقة من المنابع المتجددة يتم بطريقة لامركزية، وإن الطاقة الشمسية تنتج وتستهلك محلياً كما أنه يُنظر إلى الطاقة الهوائية في إطار إقليمي. ولا تتطلب هاتان الطاقتان أن تُنقلا إلى المستهلك بواسطة شبكة وطنية واسعة من خطوط التوتر العالي، حيث توفر هذه الموارد طاقة تنتج وتستخدم محلياً، في قلب المدينة كما في عمق الأرياف. وقد بينت دراسة للجمعية الأوروبية لصناعة الطاقة الجوفية (EPIA) أنه بإدخال اللواقط الشمسية على 40% من السطوح (وخصوصاً السطوح الأفقية الصناعية أو التجارية) وعلى 15% من واجهات الأبنية (بعض أقسام المباني وناطحات السحاب) يمكن لبلد مثل ألمانيا أن ينتج 30% من طاقته الكهربائية.

في خصوص صدور نفايات سامة عن الطاقة الجوفية فإن السيد (أرنو مين )، مدير شركة “أبكس بي.بي. سولار، وهي فرع من شركة نفط “بي.بي” في مجال الطاقة الشمسية، شدد على أنه في تصنيع لواقـط الطاقة الشمسية يتم استخدام السيلنيوم اللإضافة إلى أنواع من الحوامض ( الأسيد) ومن المواد المذوِّبة ومن مركبات غاز الفلور. وكل هذا يعاد استخدامه ولا يصدر عنه أي مواد سامة في البيئة.

هذه البدائل هي طاقات متجددة ولها طابع الديمومة، لا تنضب وتساهم بشكل كبير بالتخفيف من حدة استخدام الطاقة التقليدية والتي يتراجع مخزونها تبعًا لارتفاع معدلات الاستهلاك.

ماهي أسباب تراجع الاهتمام بالطاقات المتجددة ؟
وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في فرنسا السيدة روزلين باشلو، التي أقامت مقارنة بين الـ3600 ميغاوات التي ينتجها المفاعل النووي في شينون بما يماثلها من الطاقات المتجددة قالت: ” للاستغناء عن مفاعل شينون : يجب أن نبني 2000 مركز هوائي ينتج كل منها 2 ميغاوات، ثم إنها لا تعمل إلا لثلث الوقت. وإذا أردت اعتماد الحرارة الشمسية فيجب أن تنشر الصحون الشمسية على مساحة 3600 هكتار بكلفة تسليم الطاقة أغلى بخمسة أضعاف . أضف إلى ذلك أن الشبكة الشمسية تفرز بقايا سامة بدرجة كبيرة “.

كما أن التيار الشمسي لا يزال باهظ الكلفة وذاك لأن “الطاقة الكهربائية النووية تستأثر منذ ثلاثين عاماً بالقسم الأكبر من المساعدات الرسمية في مجال الأبحاث وتطوير الطاقة، فيما 2% فقط من الاعتمادات الرسمية تمنح لأنواع الطاقة المتجددة وقد انخفضت بنسبة 40% في موازنة وكالة البيئة والتحكم بالطاقة في العام 2003 “، بحسب وزير البيئة الفرنسي السابق( إيف كوشي).

إن استهلاك الطاقة المتجددة تأثر بتراجع البحث العلمي الرسمي والمساعدات المخصصة لهذا المجال ابتداءاً من العام 1982. وحصل هذا القطاع من الطاقة على 7,7% من قروض البحث والتنمية المخصصة للطاقة خلال فترة 1987إلى2002 مقابل 8,4% في فترة 1974حتى 1986م .

Mhd Jafar Mourtada

طالب هندسة طبية في جامعة دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى