طريقة جديدة لتتبع المعلومات عن القلب والتنفس ظهرت مع نظّارات غوغل، مما قد يرفع من أهميتها كحساسات يُمكن ارتداؤها.
إلى جانب عرض الاتجاهات والبريد الإلكتروني أمام وجهك مباشرة، فإنّ نظارات غوغل تستطيع الآن أن تقيس إشارات حيويّة كمعدّل نبضات القلب ومعدّل التّنفس، طبقا لهذا البحث الجديد. يقترح هذا البحث طريقة جديدة لتتبّع مستوى الاجهاد عند الشخص وتغذية عكسية.
صرّح باحثون من مخبر الميديا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد جورجيا للتكنولوجيا في الحوسبة التفاعلية بأنهم يستطيعون أن يتحرّوا وبدقة عن هذه المعلومات عن طريق رصد حركات رأس مرتدي النظارة باستخدام: جيروسكوب (أداة تحديد اتجاه)، جهاز لقياس التسارع وآلة تصوير مثبتين في صلب نظارات غوغل. سيتم تقديم ورقة بحثية عن هذا الموضوع في مؤتمر “MobiHealth” في أثينا في اليونان في تشرين الثاني القادم.
المشروع والّذي أُطلق عليه اسم “BioGlass” “النظارة الحيوية” قد يقود إلى تطبيقات تتبّع وقياسات حيوية لنظّارات غوغل بالنظر إلى ما وراء هذا الحاسوب القابل للارتداء بالرأس والمثير للجدل، فإنّ الباحثون يأملون أن يقود عملهم إلى حساسات أقل تدخّلاً في جسم الإنسان للمراقبة الذاتيّة عن طريق الأجهزة القابلة للارتداء.
تستخدم النّظّارة الحيوية الحساسات وآلة التصوير لتتبع مخطط زفن القلب أو “ballistocardiogram” واختصارا “BCG” وهو عبارة عن إشارة ميكانيكية ناتجة عن حركات الجسم البسيطة التي يسببها ضخ القلب للدم. تخطيط زفن القلب موجود منذ سبعينات القرن التاسع عشر ولكن لطالما وجدت صعوبة في استخدامه بسبب صعوبة تتبّعه من دون وجود تجهيزات خاصّة مثل الطاولة عديمة الاحتكاك. مؤخّرا أظهرت الأبحاث أنّ حسّاسات الحركة في الأجهزة الإلكترونية تستطيع وبسهولة التقاط إشارات الـBCG وهنالك شركة واحدة على الأقل تقوم حاليا ببناء منتج يستطيع فعل هذا ومن المعصم.
في دراسة أُجريت على 12 شخص، تمكّن الباحثون تقدير معدل نبضات القلب والتنفس بدقّة قريبة جدّا من الحسّاسات الموافق عليها من منظّمة الأغذية والأدوية العالمية لتتبّع نفس الإشارات. كانت نتيجة قياس معدّل نبضات القلب مختلفة بمقدار أقل من نبضة في الدقيقة، وللتنفّس بأقل من نفس واحد في الدقيقة، وفقا لما قاله “Javier Hernandez” وهو طالب متخرج من معهد ماساتشوستس ومشارك بكتابة الورقة البحثية.
وقد قام الباحثون أيضا ببرمجة تطبيق للأندرويد يستطيع التقاط البيانات من جهاز قياس التسارع و جيروسكوب وأيضا آلة التصوير الامامية في نظارات غوغل، وبغية الحصول على مجال للباراميترات الوظيفيّة، فإنّ المشاركين في الدراسة قد قاموا بكتابة التطبيق في وضعيّة الوقوف، الجلوس والتمدد من دون حركة، وبعد ذلك مرّة أخرى ولكن بعد ركوب درّاجة تمرين. بعد ذلك قام الباحثون بعزل وإخراج المعلومات عن معدل نبضات القلب والتّنفس من قراءات كل من جهاز قياس التسارع والجيروسكوب، وتتبّعوا الحركة في الفيديو من خلال ملاحظة انزياح البكسل مع الوقت، وبعد ذلك استخدموا هذه البيانات لاستخراج المعلومات عن القلب والتنفس.
يعمل الباحثون الآن على عدّة تطبيقات من شأنها أن تستخدم هذه البيانات لأغراض محدّدة. “Yin Li” وهو من المشاركين بكتابة الورق البحثيّة ومتخرج من معهد ماساتشوستس، صرّح بأنّهم يعملون على تطبيق يستطيع التقاط وتحليل البيانات في الوقت ذاته (في الدراسة البيانات تحلل بعد الواقعة).
مايزال هنالك الكثير من التحدّيات القائمة، فعلى الباحثين أن يختبروا عملهم على الحركات الكبيرة مثل المشي السريع ليستطعوا معرفة إن كان هذا سيعطيهم نفس مستوى الدقّة. وقد يكون من الصعوبة بمكان أن تُقنع الناس بارتداء نظّارات غوغل في المقام الأول فمع مبلغ 1500 دولار أمريكي الجهاز أغلى بـحوالي 15 مرّة من أغلب أجهزة تتبع اللياقة البدنية، وهي مستقطبة في مقابل وجهك.
ولكن تقول “Rosalind Picard”وهي مشاركة في كتابة الورقة البحثية وبروفسورة في معهد ماساتشوستس وترأس حاليا فريق العمل، بأنّ فريق العمل يستخدم نظّارات غوغل حالياً ولكن الطريقة المستخدمة سوف تعمل على أيّ نظارات مزوّدة بآلة تصوير وحساسات مناسبة.
وقد أضافت:”سأحبّ أن تعطيني نظاراتي مؤشراً صغيراص وهادئاً عن تنفّسي لكي أتمكّن من تعديله”
المصدر: technologyreview
فيديو توضيحي: YouTube
