المساحة الإخبارية

الخوارزميات الرياضية تفتح باباً جديداً في محاربة مرض السكري

إن القيام بعمليّاتٍ رياضية أو أيّ عمليّة عقلية عندما تكون نسبة السكّر في الدم مُنخفضة هو وصفة مَضمونة للأخطاء. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من النوع الأول من داء السكّري والذين لابد أن يتابعوا ويُعدّلوا مستوى السكّر لديهم بأنفسهم، فإنّ هذا يعني أكثر من مُجرّد عدم القدرة على التركيز، يُمكن أن يكون المَرض قاتلاً. ومع هذا، فإن دراسة صغيرة وواقعية أعلنت في لقاء رابطة مرضى السكّري الأمريكية (ADA) في سان فرانسيسكو عن جهودها التي تأمل أن تتوصّل إلى نظام يتمكّن من قياس نسبة السّكّر في الدّم وتعديل نسبة الأنسولين للمرضى حتى خارج دوائر الرعاية الصحية كالمشافي.

تمت الدراسة على مدى 10 أيام وبمشاركة 52 شخص. احدى التجارب كانت على مراهقين في مُخيم صيفي وأخرى موازية لها على البالغين مع تقييدٍ بسيط على نشاطهم وبرنامجهم الغذائي.

لخمسة أيّام، قام كل المشاركين بارتداء مُراقبات الغلوكوز ومضخّة الأنسولين والجلوكاجون، وهو الهرمون الذي يُنظم نسبة السكّر في الدم. يتواصل الجهاز مع الهاتف المحمول حيث يوجد تطبيق اختباري يرصد نسبة السكر في الدم وينظّم إيصال الهرمونات. قام المشاركون أيضاً بتسجيل الوجبات التي تناولوها باستخام التطبيق خلال الأيام الخمسة من التدخّل. قام الفريق بعد ذلك بمقارنة نتائج الخمسة أيّام مع النتائج أثناء قيام المرضى بالاعتناء بأنفسهم.

نشر الباحثون من جامعة بوسطن ومشفى ماساتشوستس العام – من بين كثير من المنشآت – تقريراً في جريدة “New England Journal of Medicine”، حيث وضحوا أنّ البالغين الذين استخدموا الخوارزمية أمضوا حوالي 4.8% من وقتهم بنسبة سكّر أقل من 70 ميللي غرام لكل واحد على عشرة من الليتر (ديسيليتر)، مقارنة مع 7.4 بالمئة من وقتهم عندما يتدبّرون أمورهم بنفسهم. أمّا بالنسبة للمراهقين فقد كان الفرق أدنى: 6.1% عند استخدام الخوارزمية مقابل 7.6% عندما كانوا يتدبّروا أمورهم بنفسهم. احتاج البالغون أيضاً أن يأخذوا تدخلات سكّر إسعافية بتواترٍ أقل: مرّة كل 2.3 يوم مقابل مرة كل 1.5 يوم عند استخدام برنامج التحكّم. المراهقون والذين هم أكثر نشاطاً من البالغين أخذوا التدخّلات الإسعافية كل 1.6 يوم مقابل مرّة كل 0.8 يوم عند اعتمادهم على نفسهم.

تجذب آليّة المراقبة والتدخّل لمرض السُكري النمط الأول اهتمام العديد من الباحثين وتعتبر أولويّة لدى إدارة الأغذية والدواء الأمريكية (FDA) . أصدر فريقٌ آخر في اجتماع الـ “ADA” تقريراً ذو نتائج إيجابية من تجربة في منشأة صغيرة لخوارزمية بنكرياس صناعي خاص بها. كما نُشر الشهر الماضي دراسة في ” Diabetes Care” ركّزت على مراقبة السكّر في الدم والتّدخل خلال ليلة وضحاها. في تلك التجربة: 45 مشاركاً قارنوا استخدام الخوارزمية وعدمها خلال معدّل استخدام 42 ليلة. في الليالي التي استخدموا النظام، أظهر المشاركون وقتاً أقل بمعدل 81% بنسبة سكّر أقل في الدم.

أجهزة كهذه قد تستغرق وقتاً طويلاً كي تنتقل من التجريب إلى السوق ولكن تظهر لنا الرياضيات أنّ هذه الأجهزة ستساعد مرضى السكّري النوع الاول على التخفيف من معاناتهم والاسترخاء والرّاحة أثناء الليل.

المصدر: IEEE

Mhd Jafar Mourtada

طالب هندسة طبية في جامعة دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى