المساحة الإخبارية

مايكروسوفت تقوم بتعزيز وزيادة إجراءات الحماية في ويندوز 10

فلنتكلم بصراحة: إن أكثر ما يهتم به مستخدمو أنظمة التّشغيل بشكلٍ عام وأنظمة تشغيل ويندوز بشكلٍ خاص هو الحصول على نظام تشغيل ذو بنيةٍ مناسبة، بحيث تساعدهم على إنجاز المهام المَطلوبة منهم بشكلٍ أكثر كفاءة، بالإضافة لميزات حماية وخصوصية تحفظ بياناتهم وأعمالهم بعيداً عن الاختراقات وهجمات القراصنة، أو تحفظها بأفضل شكلٍ ممكن في حال وقع الجهاز الذكي الذي يستخدمونه بيد أحد السارقين..أليس كذلك؟

بالنسبة لنظام ويندوز، فإنه مع الأسف لم يشتهر بكونه من الأنظمة الجيدة بمجال الحماية والخصوصية، فطالما ما كانت المشاكل البرمجية المتعلقة بالاختراقات وانتهاك الخصوصية نقطةً سلبية بالنسبة للشركة العملاقة. والآن، ومع الجهود الضخمة المبذولة في سبيل إطلاق النسخة الجديدة من نظام تشغيل “ويندوز 10 – Windows 10″، فإن الشركة تحاول أن تقوم بأفضل ما تستطيع به لرفع مستوى الكفاءة والوثوقية بالنسبة للمستخدمين والعملاء، على مختلف تخصصاتهم ورغباتهم واستخداماتهم لنظام تشغيل ويندوز.

وفيما يتعلق بمجال الحماية والخصوصية، فإن الشركة تسعى لتعزيز إجراءات الحماية عبر زيادتها وجعلها معتمدةً على نمطين من إجراءات التعرف والحماية Two-Factor Authentication، وذلك بدلاً من كون إجراءات التعرف على المستخدم تعتمد على عاملٍ واحد، ككلمة السر فقط.

وبهذا الخصوص، قال جيم ألكوف، وهو رئيس الفريق البرمجي لنظام ويندوز، بأن إجراءات الحماية في نظام ويندوز 10 تمثل نهاية رحلة طويلة من الإجراءات التي قامت بها الشركة، والتي تهدف لتقليل وتخفيض الاعتماد على إجراءات التّعرف على المَستخدم والمُعتمدة على عاملٍ واحد فقط للتعرف والحماية. ويقول جيم بأن الشركة تعتقد بأن هذا الحل المُتمثل بمضاعفة إجراءات التّعرف والحماية سيُساهم برفع مستوى حماية شخصية المستخدم إلى مستوى جديد من الحماية، مما يعني تعزيز مكانة نظام التشغيل ووثوقيته لدى العُملاء، خصوصاً أن مثل هذه الإجراءات لا تزال محدودة حالياً ببعض التطبيقات كالبطاقات الذكية.

وبحسب شركة مايكروسوفت، فإن المراجعة التقنية للأخيرة التي تمت لنظام تشغيل ويندوز 10 وما ارتبط بها من تعليقات وملاحظات المُستخدمين، قد ساهمت بوضع كل شيء بمكانه الصحيح فيما يتعلق بالانتقال من إجراءات الحماية والتّعرف إلى المستوى الذي يعتمد على عاملين للحماية، وحالما يتم تطبيق هذه الإجراءات الجديدة، فإن الأجهزة نفسها ستصبح أحد العوامل والشروط المطلوبة من أجل التعرف الصحيح على المستخدم، كي يتمكن من الولوج لنظام التشغيل. وفي حين أن الإجراء الأول سيكون أمراً تقليدياً ككلمة السر، فإن الإجراء الثاني المطلوب للتحقق من هوية المستخدم سيكون ذو طابع بيومتري Biometric، أي أنه يعتمد على قياس أمر فيزيولوجي أو حيوي يتعلق بالمُستخدم نفسه، كبَصمة الاصبع مثلاً أو التّحقق من قزحية العين وغيرها. هذا يعني أن كتابة كلمة السر لن يكون كافياً للتحقق من هوية المستخدم، بل هنالك شرط آخر إجباري ولازم كي يسمح للشخص باستخدام الجهاز والدخول لنظام التشغيل، وهذا الشرط يتطلب وجوداً فيزيائياً من المُستخدم.

شروط الحماية التي تتطلب وجوداً فيزيائياً للمستخدم موجودة حالياً ولكن كخيارات يقوم المستخدم بتفعيلها، أما الآن فإنها ستصبح خياراً إجبارياً تمثل مستوى جديد من الحماية والأمان حتى يتمكن المستخدم من المحافظة على خصوصيته وحماية أجهزته من الاختراقات وحتى السرقات.

ماذا يعني الكلام السابق؟ هذا يعني أن المستخدمين الآن يستطيعون استخدام هواتفهم الذكية على أنها “اعتماد محمول” يستطيعون عبره الولوج لبياناتهم بشكلٍ آمن، حيث يستطيع المستخدم أن يقوم بإدراج كل الأجهزة التي يقوم باستخدامها اعتماداً على معايير الحماية هذه، أو يستطيع أن يقوم بإدراج جهاز واحد – كالهاتف النقال – جاعلاً منه بمثابة وثيقة اعتماد كي يتمكن من الولوج لكافة أجهزته الحاسوبية، الشبكات، والمخدمات التي يستخدمها طالما أن الهاتف النقال موجود بالقرب من هذه الأجهزة والشبكات، فهو يستطيع أن يستخدم هاتفه المحمول على أنه بطاقة ذكية محمولة، يستطيع عبرها الدخول والولوج لبياناته سواءً باستخدام معايير البلوتوث أو معيار التراسل اللاسلكي WiFi، بعد أن يقوم بتطبيق معايير التعرف والحماية المطلوبة.

أما بالنسبة لهجمات البرمجيات الخبثية Malware، فإن الشركة تقول أنها قد قامت بإجراءات إضافية لتعزيز الحماية ضدها، وأكثر من ذلك، فإن نظام تشغيل ويندوز 10 قد جعل من الهجمات التي تستهدف الحصول على الهويات ومعلومات الدخول غير فعالةٍ كلياً.

وعلى صعيد الهجمات الإلكترونية Cyber-Attacks التي يقوم بها القراصنة بهدف سرقة أسماء وكلمات مرور الحسابات الإلكترونية، فإن جيم ألكوف يقول بأن هذه الهجمات قد أصبحت ذات فعالية عالية مؤخراً من ناحية التنفيذ، وأن القراصنة قد نجحوا بالتسلل لأكثر من 500 شركة غنية والولوج لأماكن نقاط البيع والبيانات المتعلقة بملايين البطاقات الائتمانية التي يتم بيعها بالنهاية في السوق السوداء. وبالنسبة للحماية، فإن جيم ألكوف يقول بأن نظام ويندوز 10 قد تم إعداده وتصميمه بحيث يكون مناسباً تماماً للخصوصية المطلوبة بمجال الأعمال، وقد تم إضافة ميزات حماية جديدة تتضمن التشفير الآلي Automatic Encryption للتطبيقات الخاصة بالشركات، البيانات، حسابات البريد الإلكتروني، ومحتوى المواقع الإلكترونية.

هذه هي إذاً تصريحات الشركة والقائمين على نظام تشغيل ويندوز 10، والآمال الكبيرة المعقودة عليه، فهل سيكون الأمر بهذه الصورة الجميلة عند البدء باستخدامه، أم أنه سيكون فريسةً سهلة للقراصنة والمخترقين؟

المصدر: موقع Phys.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى