المساحة الإخبارية

نظام تشغيل “ثوري” جديد من شركة HP

ستبدأ خطة شركة Hewlett-Packard – التي تُعرف بشكل المختصر “HP” – لتحقيق طموحها لإعادة ابتكار الحوسبة في السنة المُقبلة حيث ستقوم بنشر نموذج أولي من نظام تشغيل جديد.

ستخطو شركة Hewlett-Packard خطو كبيرة في هدف إنقاذ تجارتها المتراجعة مؤخراً وهزّ كامل الصناعات الحاسوبية في السنة القادمة عندما ستنشر نظام تشغيلها الجديد لحاسوبٍ جديدٍ وغير مسبوق.

يعمل قسم الأبحاث في الشركة على ابتكار حاسوب يُدعى “The Machine”. سوف يُعتبر هذا الحاسوب الأول في عصر جديد من الحواسيب التي تمتاز بكفاءة عالية من ناحية الطاقة وبأنها أقوى من المنتجات الحالية. تهدف شركة HP لتحقيق أهدافها بشكل أساسي باستخدام نوع جديد من ذواكر الحواسيب عوضاً عن النوعين المُختلفين المُستخدمة اليوم. ابتدأ النهج الحالي في أحد أعوام 1940، وحاجة الحاسوب بالتلاعب بالبيانات بين نوعي الذاكرتين يحدّ من أداء الحاسوب.

“هذا النموذج موجود في كل شيء يتعلق بالحوسبة منذ ابتكاره، لكنه أصبح الآن يحد من قدراتنا.” يقول Kirk Brensniker، رئيس معماريي حاسوب The Machine. يتم العمل على الحاسوب في مختبرات HP حيث يعمل عليه ثلاث أرباع من 200 عامل في مخبر الأبحاث.

صمم هذا الحاسوب للتنافس مع السيرفرات Servers التي تُنظم شبكات الشركات الضخمة وخدمات شركات الإنترنت مثل شركة غوغل Google والفايسبوك Facebook. يقول Bresniker أن عناصر من تصميمها قد تُستخدم في يومٍ ما للأجهزة الصغيرة أيضاً.

يتوجب على شركة HP تحقيق تقدم ملحوظ في مجال البرمجيات والأجهزة لجعل حاسوبها الجديد واقعي. بشكلٍّ خاص، على الشركة ابتكار نمط مثال من الذواكر الحاسوبية التي تعتمد على عُنصر إلكتروني يُدعى ممرستور Memristor.

سيجهز نموذج أولي من هذا الحاسوب في غضون عام 2016، كما يقول Bresniker. ولكنه يُريد من الباحثين والمبرمجين أن يتعرفا عليه قبل ذلك. يسعى فريق لابتكار نظام تشغيل جديد للحاسوب يُدعى Linux++ في أيار/يونيو 2015. ستُنشر البرمجيات التي تُحاكي أجهزة حاسوب The Machine مع أدوات أخرى كي يسنح للمبرمجين فرصة اختبار شيفراتهم على نظام التشغيل الجديد. الهدف في النهاية هو استبدال ++Linux بنظام تشغيل مصمم من الصفر لحاسوب The Machine، التي ألقت عليه HP اسم “Carbon”.

ستساعد، تجارب المُبرمجون على ++Linux، الناس لفهم المشروع ومساعدة مشروع HP، كما يقول Bresniker. فهو يسعى لكسب دلائل كي يستطيع، على سبيل المثال، معرفة أنواع البرمجيات التي ستفيد بشكلٍّ أكبر هذا النهج الجديد.

يأتي الاختلاف الأساسي بين حاسوب The Machine والحواسيب الاعتيادية في أن تصميم HP سيستخدم نوع فردي من الذواكر الذي يحتوي على نظام تخزين بيانات طويل الأمد ومؤقت في آنٍّ واحد. تُخزن الحواسيب الحالية أنظمة تشغيلها، برامجها وملفاتها إما في أقراص صلبة Hard Disks أو أقراص فلاش Flash Drives. لتشغيل برنامج أو تحميل مستند يجب استقبال البيانات من القرص الصلب وتحميلها على نوع محدد من الذواكر يُدعى RAM، هذه العملية أسرع بكثير لكنها لا تستطيع تخزين البيانات بكثافة عالية أو الحفاظ عليها عندما ينقطع التيار الكهربائي عنها.

تخطط HP لاستخدام نوع فردي من الذواكر – في هيئة ممرستورات –  لتجمع بين أنظمة التشغيل طويلة الأمد والمؤقتة في الحاسوب. بذلك سنستغني عن الحاجة لنقل المعلومات ذهاباً وإياباً بين الذاكرتين وهذا ما سيحافظ على الطاقة بشكل كبير ويوفر الوقت. تتميز ذواكر الممرستور بأنها تستطيع استعادة البيانات عند انقطاع التيار عنها، أسرع من ذاكرة RAM وتعد بتخزين بيانات أكثر من الأقراص الصلبة التي تماثلها في الحجم.

يتضمن تصمم The Machine خواص غير مسبوقة كاستخدام الألياف الضوئية بدل الأسلاك النحاسية لنقل البيانات. تقترح محاكاة HP للحاسوب وجود سيرفرات لتخدم مخطط الحاسوب أقوى بست مرات من التصاميم الاعتيادية المتناسبة معها، ذلك باستخدام 1.25% من الطاقة وتبلغ  حوالي 10% من الحجم.

HP Discover 2014, Las Vegas, USA
Martin Fink نائب الرئيس في شركة HP يعلن عن مشروع حاسوب The Machine في شهر يونيو من هذه السنة.

يتم مراقبة أفكار Hp غالباً من قِبل الشركات الكبيرة كشركة غوغل Google التي تعتمد على العديد من السيرفرات الحاسوبية الضخمة ومتحمسة لإجراء تحسينات من ناحية الكفاءة في استهلاك الطاقة وقوة الحوسبة، يقول Umakishore Ramachandran، بروفيسور في معهد جورجيا للتكنولوجيا. وبذلك سيحتاج التصميم الجديد لحاسوب The Machine نهج جديد في كتابة البرمجيات، كما يقول Ramachandran.

يوجد آفاق أخرى في هذا المجال غير تقنية HP. أصبحت شركات مثل غوغل وفايسبوك قادرة على تحسين تصاميم السيرفرات. يوجد أيضاً أنماط أخرى من الذواكر، جميعها قادر على تشكيل خدمات سحابية Cloud Services أكثر كفاءة، وجميعها يتم اختبارها من قِبل الباحثون وقريبة من الدخول على السوق التجارية.

“الآن، إنه غير واضح أي تقنية سيتم الاستفادة منها بشكل كبير،” يقول Steven Swanson، مساعد بروفيسور في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، الذي يبحث في أنظمة الحواسيب الضخمة.

ستواجه شركة Hp بعض الشكوك حيث إنها متأخرة من الناحية الزمنية لوضع الممرستور في السوق. عندما بدأت الشركة على العمل لتسويق الأعضاء، مع الشركة المُصنعة لأنصاف النواقل Hynix، في عام 2010، أول منتج كان من متوقع أن يظهر عام 2013.

اليوم، يقول Bresniker أول شريحة عاملة لن يتم إرسالها إلى شركاء Hp حتى بداية عام 2016.

المصدر: MIT Technology Review

 

Michel Aractingi

طالب هندسة كهرباء في جامعة البلمند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى