إكسسوارات جديدة للهواتف الذكية تساهم بتشخيصٍ سريع للإيدز والسفلس
قام فريقٌ بحثيّ بقيادة سامويل ك. سيا (الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الطبية بجامعة كولومبيا) بتطوير إكسسوارات جديدة للهواتف الذكية، تستطيع أن تقوم بإجراء اختباراتٍ طبية من نمط “نقطة الرعاية Point-of-Care”، والتي من شأنها الكشف عن الأعراض المرافقة لثلاثة أمراض معدية، حيث يتم تشخيص هذه الأعراض عبر اختبارات تجري لعينة دموية تؤخذ من اصبع المريض، وتحتاج النتيجة لـ 15 دقيقة فقط للحصول عليها. تقوم هذه الأجهزة الجديدة، وللمرة الأولى، بتضمين كافة الوظائف الحيوية، الميكانيكية، الإلكترونية، الضوئية، لمختبر تحليل عينات دموية للإنسان. بشكلٍ خاص، تعتمد هذه الأجهزة على تقنية ELISA في التحاليل الحيوية، وبدون أن تتطلب طاقة تشغيل إضافية، بل تعتمد في طاقة تشغيلها على الهواتف الذكية نفسها. توفر هذه الإكسسوارات الملحقة بالهواتف الذكية وللمرة الأولى، حزمة كشف عن ثلاثة أمراض معدية: مضادات حيوية خاصة بفيروس الإيدز، مضادات حيوية لولبية مختصة بالكشف عن السفلس، ومضادات حيوية غير لولبية مختصة بالكشف عن عدوى السفلس النشطة.
( اقرأوا أيضاً: تطوير حساس لاسلكي يقوم بقياس ضغط الخلايا السرطانية )
تم اختبار هذه الإكسسوارات الجديدة (التي يمكن وصلها بالهواتف الذكية أو بالحواسيب) من قبل العاملين بمجال الرعاية الصحية في رواندا، والذين قاموا باختبار العينات الدموية من 96 شخص ضمن الاختبارات التي تهدف إلى منع انتقال الأمراض المعدية من الأم إلى الأطفال. تم نشر نتائج العمل الخاص بهم في 4 شباط/فبراير في مجلة Translational Medicine.
يقول البروفيسور سيا :” يظهر عملنا الجديد، أنه يمكن تضمين مخبر مناعي حيوي وبشكلٍ كامل وفعال، ضمن الهواتف الذكية. يتعلق هذا الإنجاز بتضمين تقنيات السوائل الصغرية Microfuildics مع التطورات الجديدة بمجال الإلكترونيات، مما ساهم بتشكيل جهاز تشخيص بسيط يمكن أن يقتنيه أي شخص حول العالم يمتلك هاتفاً ذكياً”.
الفكرة الأساسية من البحث الذي قام به فريق البروفيسور سيا، هو القيام ببحثٍ جديد، يمثل تطويراً لأعمالهم السابقة بمجال تصغير العتاد الصلب الخاص بتحاليل “نقطة الرعاية” الخاص بالكشف عن الأمراض المعدية والمنتقلة عبر الجنس، مثل الإيدز والسفلس وغيرها. قام الفريق بتطوير الجهاز الجديد بحيث يكون خفيفاً وصغيراً لدرجةٍ يمكن معها أن يحمل باليد الواحدة، وليكون أيضاً قادر على تشغيل اختبارات الكشف ضمن صفائح بلاستيكية تتضمن كواشف تم حقنها مسبقاً. ضمن هذه الصفائح البلاستيكية، يتواجد مناطق مختصة بالكشف عن الأمراض، والتي تتمتع بقابلية قراءة النتيجة، ومن ثم تحويلها لشكلٍ قابل للإظهار ضمن البرنامج أو التطبيق الموجود على الهاتف الذكي. قدّر البروفيسور سيا كلفة تصنيع هذا الإكسسوار الجديد، ووجد أنها ستكون بحدود 34 دولار أمريكي، وهي كلفة لا يمكن مقارنتها أبداً بكلفة جهاز تحليل طبي حيوي يعمل بتقنية ELISA، حيث يصل ثمن الجهاز بشكلٍ وسطي إلى حدود 18 ألف دولار أمريكي.
(اقرأوا أيضاً: تطبيق جديد يعالج المعطيات خلال نومك )
قام الفريق بإنجاز تطويرين أساسيين يتعلقان بالجهاز الجديد من أجل معالجة تحقيق الاستهلاك المنخفض للطاقة، وهي حاجةٌ أساسية خصوصاً في الحالات التي لا يمكن فيها الحصول على كهرباء بشكلٍ متواصل لشحن بطارية الهاتف الذكي. الإنجاز الأول الذي تم تحقيقه هنا، هو الاستعاضة عن آلية الضخ الكهربائية للكواشف، بآليةٍ أخرى تعتمد على الضغط السالب: يقوم المستخدم بتفعيل عملية ضخ الكواشف ميكانيكياً، عبر حجرةٍ مفرغة من الهواء ذات ضغط سالب، مما يساهم بضخ الكواشف المعبأة مسبقاً بدون الحاجة للكهرباء. تتميز هذه الطريقة بأنها متينة، وتتطلب تدريباً بسيطاً للمستخدم، ولا تحتاج لأية إجراءات صيانة أو إجراءات تصنيع إضافية. التطوير الثاني الذي قام به الفريق بمجال تخفيض استهلاك الطاقة، هو استخدام مأخذ الصوت الخاص بالهاتف الذكي من أجل نقل الطاقة من بطارية الهاتف الذكي وأيضاً من أجل تبادل المعلومات. وبما أن مأخذ الصوت هو مأخذٌ قياسيّ ذو مواصفاتٍ ثابتة ومحددة بالنسبة لكل الهواتف الذكية، فإن الإكسسوار الجديد يتمتع بإمكانية الربط مع أي نمط من أنماط الهواتف الذكية المتوافقة، بما يتضمن أجهزة الآيفون وأجهزة الأندرويد.
خلال الفترة التجريبية في رواندا، تم إجراء الاختبارات التجريبية للجهاز الجديد ضمن فترةٍ زمنية قدرها 30 دقيقة، ولتسهيل العملية، تم تصميم واجهة ربط بسيطة لبرنامج الجهاز، وتم تزويدها بسلسلةٍ من الأوامر الموضحة بالصور لكل خطوة يجب أن يتم إجراؤها، بالإضافة إلى إنذاراتٍ صوتية تنبه المستخدم لتجاوز الفترة الزمنية لكل خطوة. كنتيجة، حصل الجهاز على توصيةٍ جيدة من 97% من المستخدمين، وذلك بسبب سرعة عمله، وقدرته على توفير النتائج لعدة أمراض معدية، وبساطة عملية تشغيله.
المصدر: Medical Express
[للتوضيح: تحاليل “نقطة الرعاية Point-of-Care” هي نمط شائع في التحاليل الطبية الحيوية، ويتم تعريفها على أنها التحاليل التي تجري بالقرب من سرير المريض، أي يمكن إجراؤها بدون الحاجة لنقل المريض من مكانٍ لآخر، حيث أنها بالمعظم تعتمد على عيناتٍ دموية يمكن أخذها من اصبع المريض نفسه. بالنسبة لتقنية ELISA في التحليل الطبي الحيوي، فإن الكلمة هي اختصار لـ Enzyme Linked immunosorbent assay، وهي تعني التحاليل الحيوية التي تعتمد على ارتباط الجسيمات الحيوية المضادة بالعوامل المرضية المراد الكشف عنها، ومن ثم التحسس للتغيرات اللونية الناتجة عن عملية ارتباط وتفاعل الجسيمات المضادة مع العوامل المرضية ]