قضايا علمية وهندسية

(6) أشياء هامة نستطيع تعلمها من ستيف جوبز لنجاح الشركات الناشئة

إذا كنت تطمح للبدء بعملٍ ناجح، وتريد التأسيس لشركتك الناشئة، فإن أفضل النصائح على الإطلاق، هي الاستفادة من خبرة الناجحين. وبالحديث عن الناجحين، فإن ستيف جوبز سيكون مثالاً رائعاً كي يستطيع أي شخص ريادي أن يتعلم منه. لماذا؟ لأنه ببساطة قد تمكن من تأسيس وإدارة شركة آبل، صاحبة أعلى قيمة علامة تجارية في العالم! ألا يكفي هذا؟ حسناً، الانتشار الواسع لأجهزة الآيفون والآيباد وحواسيب ماكنتوش، هو دليلٌ آخر على أن هذا الشخص قد قدم تقنياتٍ اكتسحت الأسواق، ونجح بالفعل في تأسيس علامةٍ بارزة بمجال التقنية…ألا يكفي هذا كي يكون مثالاً جيداً لنتعلم منه؟

حسناً، ما الذي يمكننا أن نتعلمه ونستفيد فيه من ستيف جوبز إذاً بمجال تأسيس الشركات الناشئة؟

1- لا يستطيع الأشخاص إخبارك بما يحتاجونه!
هل تبدو هذه الحقيقة صادمة بالنسبة لك؟ حسناً، إنها أمرٌ واقعي ولدرجةٍ كبيرة، فمعظم المستخدمين لا يعرفون بالضبط ما “يحتاجونه”، وعلى الرغم من أنهم قد يخبرونك بما “يريدونه” فإن هذا لا يعني بالضرورة أنه بالفعل ما يحتاجونه في حياتهم. كمثالٍ على ذلك، كان معظم المستخدمين في أواسط الثمانينات من القرن الماضي ينتظرون شركة آبل كي تقوم بإطلاق الحاسوب “Apple 2″، وقد اعتقدوا بالفعل أن هذا ما يحتاجونه، ولم يتوقع أي منهم أن يتم إطلاق حاسوب “ماكنتوش Macintosh”. نجح حاسوب ماكنتوش بشكلٍ رهيب، واليوم يعتبر علامةً فارقة في مسيرة تطور الحواسيب، نظراً للميزات والأداء الرائع الذي قدمه!

تذكر دوماً: الريادي الحقيقي والناجح هو من يستطيع أن يبتكر أشياء جديدة لا يستطيع الأشخاص عادةً التعبير عنها بوضوح!

2- لا يستطيع الخبراء أن يقولوا لك ماذا يجب أن تفعل!
أي شركة في العالم، سواء كانت ناشئة أو متقدمة أو مستقرة في أدائها، تعتمد بشكلٍ كبير على آراء الخبراء من مجالاتٍ عدة. أنت تحتاج للمعرفة التي يمتلكها خبير التسويق، والمبيعات، والخبير التقني، والخبير الإداري، وتكامل معلوماتهم جميعاً سيقدم لك نموذجاً إدارياً يناسب شركتك وحاجاتها. على الرغم من ذلك، فإن ما يستطيع الخبراء تقديمه لك هو الآراء المتعلقة بالمشاكل الحالية، وتحليلها، وأسبابها، لأن معرفتهم وخبرتهم مبنية على البحث والتقصي. القرار المتعلق بما يجب أن تقوم به، هو قرارٌ يستند لمعلومات الخبراء، ولكنه لا يجب أن يكون معلومات الخبراء نفسها!

3- انتقل دوماً لخطوةٍ جديدة! ابحث دوماً عن إبداعٍ جديد!
إذا أردت أن تؤسس شركة جديدة تقوم بتصنيع أو تقديم خدماتٍ موجودة حالياً، فقد تستطيع النجاح ودخول السوق، ولكن هذا الأمر غالباً لن يساعدك على التقدم للأمام وتطوير شركتك وقدرتها على المنافسة. الإبداع والابتكار والانتقال لخطواتٍ وأفكار جديدة، هو ما يميز الرياديين الحقيقيين، وهو ما ميز ستيف جوبز. لعل تتذكر العرض الأول لهاتف الآيفون عام 2007، وكيف تمكن ستيف جوبز من إذهال العالم بهذا الهاتف السحري، الذي تستطيع أن تتحكم فيه بالكامل عن طريق اللمس، وبدون أي زر! مثل هكذا إبداع، هو المعنى الحقيقي للرياديين.

4- التصميم دوماً مهم!
قد ينظر البعض للتصميم، أو المظهر الخارجي للمنتج (مهما كان) على أنه أمر ثانوي، أو غير هام. في الواقع، أثبت ستيف جوبز بشكلٍ قاطع خطأ هذه الفكرة. التصميم يجب أن يعكس روح الشركة وهدفها وفلسفتها بالكامل، ومن المنصف القول أنه لا يوجد أحد قد تمكن من إنجاز هذا الأمر مثل ستيف جوبز، والذي كان يجد دائماً أن البساطة منبع الابتكار، وهو الأمر الذي انعكس على مظهره الخارجي وثيابه، وانعكس أيضاً على تصميم أجهزة الآيفون، والتي على الرغم من بساطتها، إلا أنها مذهلة وجذابة بشكلٍ كبير! قد تكون مقارنة الآيفون حالياً مع تصاميم الهواتف الذكية الأخرى لا تصب في مصلحتها، بسبب التقدم الكبير الذي أنجزته الشركات الأخرى بهذا المجال، ولكن لنعد للأيام الأولى، ونستحضر صورة الآيفون وتصميمه، وصورة الهواتف المحمولة الأخرى وتصاميمها…بصراحة، لا يوجد مجال للمقارنة!

5- لا يمثل سعر المنتج قيمته الحقيقية!
السعر الذي تضعه للمنتج الخاص بك هو مجرد رقم على اللائحة. قيمة المنتج نفسها أكبر من ذلك بكثير، فهي تمثل إجمالي النفقات المتعلقة بكلفة تصميم وتطوير الجهاز، بالإضافة للميزات والفوائد التي يستطيع الجهاز أو المنتج تقديمها. بعض الأمور التي قد تتطلب تكاليف مرتفعة، قد تساهم بتخفيض التكاليف بشكلٍ رائع على المدى الطويل، مثل تدريب كادر عمل الشركة وفريقها، وبهذه الحالة، فإنك ستحصل على فريقٍ محترف، قادر على إنجاز الأفكار المبتكرة، وتقديم حلولٍ مبدعة وجديدة، بالتالي، فإن قيمة شركتك وأيٍ من منتجاتها، ستكون قيمة مرتفعة. انتبه، نقول “قيمة” وليس “سعر”.

6- كي تصل للهدف، يجب أن تؤمن به!
أحد أبرز ما تميز به ستيف جوبز، هو إيمانه بما يقوم به، وولعه وشغفه بالتطوير والابتكار وتقديم حلول مميزة. هذا الأمر، ينعكس على الفريق ككل، فقائد الفريق، هو الأكفأ على شحن أعضاء الفريق، وتقديم نفسه كنموذج يستطيع أن يعتمد الفريق عليه. العديد من المشككين، لا يؤمن بأي شيء قبل رؤيته على أرض الواقع، هذا مع الأسف لا يصلح كنموذج تفكير لشخصٍ ريادي، فالريادي يؤمن تماماً بما يقوم به، ويثق تماماً بقدرته على الوصول لهدفه، وهو يراه بمخيلته قبل أن يتم تحقيقه على أرض الواقع. هذا الفرق البسيط، هو ما جعل ستيف جوبز قادراً على تقديم ابتكاراتٍ وحلولٍ جديدة ساهمت بتغيير العالم، بينما يكتفي معظم الأشخاص بالمشاهدة والاستهلاك.

*تم اقتباس هذا المقال من مقالٍ منشور على موقع Entrepreneur

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. رائع جدا , ولكن الفرق بين سعر المنتج وقيمته لم أشعر بأنها توضحت لي بشكل كافي
    شكرا جزيلا لكم 🙂

زر الذهاب إلى الأعلى