المساحة الإخبارية

[هواوي ضد العالم] شركة ARM تُوجه ما يُمكن اعتباره الضربة القاضية لهواوي

انشغل العالم بالأيام القليلة الماضية بالأخبار المتعلقة بشركة هواوي الصينية وقرار الحظر الصادر بحقها من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وكان إعلان جوجل إيقاف تعاونها مع الشركة الصينية وسحب رخصة استخدام نظام تشغيل أندرويد الخاص بجوجل أحد أكبر المواقف التي ضج بها الإعلام، ولو أن جوجل حصلت على استثناءٍ لمدة 90 يوم لمتابعة أعمالها مع هواوي. اليوم يأتي خبرٌ جديد من قبل شركة ARM الشهيرة، والذي يمكن اعتباره الضربة الحقيقية التي تؤلم هواوي.

بحسب العديد من التقارير الإخبارية، قامت شركة ARM بإبلاغ موظفيها بإيقاف أي تعاونٍ ومن أي نوع مع شركة هواوي وشركة HiSilicon التابعة لها والخاصة بتطوير شرائح المعالجة المستخدمة في الهواتف الذكية من هواوي، لم يتم تأكيد الخبر بشكلٍ رسميّ في البداية حتى قامت بعض المواقع التقنية بالتواصل مع ARM وتمكنت من الحصول على تأكيدٍ منها بأن شركة ARM ملتزمة بقرار الحظر الأمريكيّ الخاص بهواوي.

يطرح الخبر السابق سؤالين أساسيين:

  • لماذا تلتزم شركة بريطانية، تابعة ماليًا لشركة يابانية، بقرار صادر عن الحكومة الأمريكية؟
  • ما هو أثر إيقاف شركة ARM تعاونها مع هواوي؟

بالنسبة للسؤال الأول، وبحسب تصريحاتٍ من مسؤولي شركة ARM، فإنه وعلى الرّغم من أن الشركة بريطانية المنشأ، إلا أنها تمتلك مراكز تطوير في عدة مدن في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من براءات اختراعها وتقنياتها مسجلة هناك، ما يجعلها مطالبة بالامتثال بقرار الحظر وإيقاف التعاون مع هواوي.

بالنسبة للسؤال الثاني، فإن ضرر هذا الموقف بالنسبة لهواوي سيكون أكبر من أي شيءٍ آخر حصل حتى الآن، وحتى أكبر من قيام جوجل نفسها بسحب ترخيص استخدام نظام أندرويد وكافة خدماتها من هواوي. للتوضيح، فإن شركة ARM تقوم بتطوير وتصميم معماريات وبنى شرائح المعالجة والأنظمة على شريحة SoC، والمقصود هنا هو توصيف “الهيكلية” التي يتم استنادًا لها تصنيع شرائح المعالجة. لا تقوم ARM بتصنيع أي معالج، بل تقوم ببيع التراخيص للشركات الأخرى كي تقوم باستخدام معماريتها في بناء معالجاتها، وبدون الترخيص والدعم التقني اللازم من ARM، لن تكون الشركات قادرة على تصنيع شرائح المعالجة الخاصة بها.

لتوضيح أهمية المعماريات والبنى التي تقوم ARM بتصميمها، فإنه يكفي معرفة أن كل مصنعي شرائح المعالجة المستخدمة في الهواتف الذكية يستخدمون معمارية ARM: سامسونج، آبل، كوالكوم، ميدياتيك وبالطبع هواوي. فضلًا عن ذلك، تصميم شركة ARM معمارياتٍ لشرائح معالجة تستخدم في مجال الأنظمة المدمجة والمتحكمات الصغرية، والتي قد تعتمد عليها هواوي في خدماتها وتقنياتها الأخرى بمجال الاتصالات.

تعتبر معمارية Cortex-A من شركة ARM العمود الفقريّ في صناعة شرائح معالجة الهواتف الذكية، نظرًا للقدرات الكبيرة التي توفرها بأقل قدرٍ ممكن من استهلاك الطاقة، وهذا ما جعلها الخيار الأول للشركات المصنعة لمعالجات الهواتف والأجهزة المحمولة منخفض استهلاك الطاقة.

بهذه الصورة، وبغياب ترخيص استخدام معماريات ARM وبغياب أي دعمٍ تقنيّ من الشركة نفسها وأي تعاونٍ ممكن، أصبح الموقف معقدًا جدًا بالنسبة لقطاع صناعة الهواتف الذكية الذي تمتلكه هواوي، وفي حين أن قرار جوجل يمكن التقليل من ضرره عبر تطوير نظام تشغيل جديد (وهو ما قامت به هواوي بالفعل)، فإن إيقاف شركة ARM لتعاونها مع هواوي هو أمرٌ لن يكون بالإمكان تداركه خلال وقتٍ قصير، وإلى حين إيجاد هواوي حلول بديلة، ستكون قد خسرت الكثير من حصتها السوقية في مجال الهواتف الذكية، وهي التي تحتل حاليًا المركز الثاني كأكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم مع توقعاتٍ لوصولها للمركز الأول بنهاية العام الحاليّ أو العام المقبل على أبعد تقدير.

بهذه الصورة، تنضم شركة ARM إلى كبرى الشركات التقنية التي رضخت لقرار الإدارة الأمريكية بإيقاف أي عمل أو تعاون مع شركة هواوي بعد إدراج الشركة الصينية ضمن اللائحة السوداء الخاصة بوزارة التجارة الأمريكية. بدأ الأمر عبر شركة إنتل الشهيرة المصنعة لتقنيات أنصاف النواقل، وتبعتها كل من كوالكوم، برودكوم، جوجل، STMicroelectronics، Infineon، مايكروسوفت وأخيرًا أتت شركة ARM لتزيد الطين بلة وتضع هواوي في موقفٍ محرج من غير الواضح كيف ستتمكن من تجاوزه وتخفيف أضراره على سوقها الضخم.

المصادر: [The Verge] [Engadget] [Android Central]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى