محاربة السرطان باستخدام الليزر والبالونات النانونية
يُعتبر العلاج الكيميائي علاجاً فعالاً في مكافحة السرطان، ولكنه ليس فعال من حيث الوصول الدقيق للمكان المطلوب، فغالباً ما يتفاعل مع الدم، نقي العظام وأنظمة صحية أخرى في الجسم مُسبّبا آثاراً جانبية غير مرغوب بها.
يعمل الآن الباحثون في مجال مكافحة السرطان على تطوير طريقة جديدة لإيصال العلاج عن طريق حقن العلاج في بالونات نانونية Nanoballoons، وهي عبارة عن شحميات صغيرة ومحوّرة عن طريق تعريضها لأشعة الليزر. هذه البالونات تنفجر في المكان المطلوب إيصال الدواء إليه وتُحرر كميّاتٍ مركّزة منه.
وصفت مجلة “Nature Communications” هذا الابتكار بأنه قد يُساهم في تحسين طرق علاج السرطان والحد من آثاره الجانبية ويعزز البحوث حول المرض الذي يقتل مئات الأشخاص سنوياً حول العالم.
“لماذا الشحميات المُتفجّرة أو البالونات النانونية تفتح استجابةً لشعاع الليزر الأحمر غير المؤذي ؟ هذا الأمر لايزال لغزاً بالنسبة لنا، ولكننّا بالتأكيد قمنا باكتشاف ظاهرة طبيعية جديدة”. كما يقول البرفيسور المساعد في مجال الهندسة الطبية ” Jonathan Lovell”، ويتابع توضيحه: “هذا الأمر سيوفر لنا قدرةً هائلة لتحسين تعاملنا مع المرض”.
فريق البحث يضم أيضاً طلاباً وباحثين تقنيين في جامعة بوفالو “UB”، ومعاونين لهم من: جامعة ” Albany” ومعهد ” Roswell Park” لبحوث السرطان وجامعة ” Waterloo” وأيضا جامعة ” McMaster”.
البالونات النانوية ذات سماكة منخفضة جداً، حيث تقدر بأنها أرق وأنحف من الشعرة البشرية بحوالي 1000 مرة، وتتألف هذه البالونات النانونية من البورفيرين- مركب عضوي- والفوسفولوبيدات – دهون مشابهة للزيت النباتي. ومثل العلاج الكيميائي، يتم إيصالها للمريض عن طريق الوريد، ولكن بما أن البالونات النانوية تُغلف الأدوية المعالجة للسرطان فهي تقلل من التفاعل بين الأدوية المعالجة للسرطان والأنظمة الصحية للجسم.
في التجارب المخبرية على الفئران قام ” Lovell” بتسليط ضوء الليزر الأحمر على البالونات النانونية عند وصولها للهدف المطلوب في جسم الفأر. الليزر يستهدف بالونات النانو لتفرقع وتفتح وتحرر العقار وحالما يتوقف الليزر تعود البالونات النانونية لتغلق آخدةً بروتينات وجزيئات قد تتضمن جزيئات تُحفز نمو الخلايا السرطانية. يستطيع الأطباء بعد ذلك استرجاع البالونات النانونية عبر سحب الدم أو أخذ خزعات.
وبالتالي، يُمكن أن توفر تكنولوجيا النانو “لقطة كيميائية” لبيئة الورم، وهو أمرٌ من الصعب الحصول عليه. فكر بالأمر بهذه الطريقة، البالونات النانونية هي كالغواصة والأدوية هي حمولة هذه الغواصات. يتم استخدام الليزر لفتح بوابة هذه الغواصات لتتحرر البضائع الموجودة ضمنها – وهي بحالتنا الأدوية المعالجة للسرطان – ويتم إغلاق البوابة بإيقاف شعاع الليزر. يتم استعادة الغواصة مرةً أخرى لأنها ستكمل إبحارها في مجرى الدم. سيُكمل ” Lovell” دراسته ليتمكن من فهم هذا العلاج وطريقة تدميره للخلايا السرطانية في الفئران، وقال أنّ التجارب على البشر من المُفترض أن تبدأ في غضون خمس سنوات.
المصدر: phys.org