المساحة الإخباريةمساحة المقالات

مُعادلة رياضيّة للتنبؤ بالسعادة


في بحث نوعي بجامعة UCL: University College London، تم توقع سعادة أكثر من 18 ألف شخص حول العالم. وكشفت نتائج هذا البحث أنَّ السعادة اللحظية لا تعكس فقط حسن سيرورة الأمور، وإنما تبين أيضاً فيما إذا كانت الأمور تسير نحو الأفضل أم لا.

هذه المعادلة الرياضيّة تتنبأ وبدقّة ماذا سيقول العالم عن أنفسهم من لحظةٍ لأخرى اعتماداً على أحداثٍ حالية، كربحهم لجوائز ما أو آمالهم عند اتخاذهم لقراراتٍ مُعينة. وجد الباحثون أن المال والغنى لا يلعب دوراً كبيراً فيما يتعلق بشعور المرء بالسعادة. فالسعادة اللحظيّة تعتمد على الجوائز أو الثناءات التي تمَّ تلقيها مؤخراً والآمال المُعلّقة بموضوع ما.

إن هذه الدراسة، المنشورة في Proceedings of the National Academy of Sciences تقصت العلاقة بين السعادة والنّتائج الصادرة عن قرارات معينة، والعمليات العصبيّة التي تقود إلى العواطف الرئيسية للوعي كالسعادة.

قبل الآن، كان من المعروف أن أحداث الحياة تؤثر على سعادة الفرد، ولكن لم يكن من المعروف كيف يتصرف الناس الذين يشعرون بالسعادة من لحظةٍ لأخرى عندما يتخذون القرارات ويتلقون النتائج الصادرة عن قراراتهم، وهذا ما تستطيع المعادلة الجديدة التنبؤ به.

يعتقد العلماء بأن التحديد الرياضيّ للأحوال الذاتيّة قد يساعد الأطباء على فهمٍ أفضل لاضطرابات المزاج عبر مراقبة تقلبات الأحاسيس بنتيجة مؤثرات طفيفة كألعاب الهواتف الذكيّة. كما أنه من الجدير بالذكر أن فهماً أفضل لتأثر المزاج بأحداث وظروف الحياة، وكيف يختلف ذلك عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج سوف يؤدي إلى علاجات أكثر فاعليّة.

لإتمام هذه الدراسة قام 26 شخصاً بإتخاذ قرارٍ ما يؤدي بنتيجته إلى ربح أو خسارة مادية، وقد تم سؤالهم عدة مرات عن مدى شعورهم بالسعادة. خلال هذه العملية تم قياس النشاط العصبي للمُشاركين، وبناء على هذه المعطيات ينى العلماء نموذجاً حاسوبياً تتعلق فيه السعادة بنتائج الاختبار والآمال المعلقة عليها. وبعدها تم قياس هذا النموذج على 18,420 مشاركاً في لعبة الهاتف الذكيّ المسماة “ما الذي يجعلني سعيداً” ضمن برنامجٍ حاسوبيّ مطور ضمن جامعة UCL أطلق عليه اسم ‘The Great Brain Experiment’، وقد دُهش العلماء عندما علموا أنه يمكن استخدام المعادلة نفسها للتنبؤ بمدى سعادة المشاركين عند لعبهم هذه اللعبة. 

يقول Dr Robb Rutledge، الباحث المسؤول عن هذه الدراسة: “توقعنا أن نرى بأن نتائج هذه اللعبة تؤثر على السعادة اللحظية للمُشاركين ولكننا تفاجأنا بمدى أهمية الآمال المعلقة على النتائج في تحديد مدى السعادة. في الحالات الواقعية، تكون النتائج المرتبطة مع قرارات الحياة مثل البداية بعمل جديد أو الزواج غير قابلة للإدراك لمدى طويل من الزمان، ولكن النتائج التي خلصنا إليها توضح بأن لهذه الآمال آثراً كبيراً على مدى الإحساس بالسعادة.”

” إنه لأمر عظيم أن البيانات التي تحصلنا عليها من عدد كبير من المشاركين باستخدام برنامج The Great Brain Experiment تظهر بأن معادلة السعادة الرياضية التي استخدمناها تنطبق على الآلاف ممن يلعبون لعبتنا حول العالم.”

من الجدير بالذكر أن فريق العمل استخدم التصوير بالرنين المغناطيسي MRI لتسجيل الإشارات العصبيّة الصادرة عن بعض مناطق الدماغ المسؤولة عن الإحساس بالسعادة عند اتخاذ القرارات. كما أن إحدى النتائج الطبيّة التي خلص إليها الفريق المسؤول عن البحث أن الدوبامين يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تحديد مدى السعادة.

المصدر: موقع ScienceDaily

للاطلاع على الورقة البحثية المنشورة: اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى