هل يمكن لحاسبك أن يعلم ما هو شعورك ؟
قام مجموعة من الباحثون في بنغلادش بتصميم برنامجٍ حاسوبي يقوم بالتعرف على الحالات العاطفية لمستخدمي الحاسوب، ويستطيع البرنامج أن يتعرف بدقةٍ على 87% من الحالات العاطفية للمستخدم.
ففي بحثهم المنشور بمجلة “السلوك وتقنية المعلومات Behavior and Information Technology” وضح الباحثون كيف أن دراستهم قد تمكنت وللمرة الأولى من جمع طريقتين من أجل كشف وتحديد مشاعر مستخدمي الحاسوب: ديناميكية ضغطة المفتاح Keystroke Dynamics وتحليل نمط الكتابة Text-Pattern Analysis.
من أجل تأمين المعطيات اللازمة للدراسة، طلب من مجموعةٍ من المتطوعين أن يكتبوا حالتهم العاطفية بعد قيامهم بطباعة فقرات من نصوصٍ ثابتة، وذلك خلال نفس الفترات الزمنية التي يقومون بها بالطباعة على الحاسوب، وبشكلٍ حر. عبر هذه العملية، تمكن الباحثون من الحصول على بياناتٍ خاصة بمميزات ضغطة المفتاح والمترافقة مع سبع حالاتٍ عاطفية مختلفة (السعادة، الخوف، الغضب، الحزن، الاشمئزاز، الخجل، والشعور بالذنب). ومن أجل المساعدة بعملية تحليل النصوص البسيطة، قام الباحثون باستخدام قواعد بيانات معيارية لكلماتٍ وجمل مترافقة مع الحالات العاطفية السبع المسجلة.
بعد القيام باختبارتٍ متنوعة، وجد الباحثون أن النتائج التي حصلوا عليها عبر جمع الطريقتين أفضل بكثير من استخدام كل طريقة بشكلٍ منفصل. وأكثر من ذلك، فإن هذا المنهج القائم على جمع طريقتين مع بعضهما البعض قد حسن من أداء البرنامج في تحديد وكشف الحالة العاطفية لخمسة من أنماط المشاعر: تم كشف حالة السعادة بدقة 87% وحالة الغضب بدقة 81%، وهما تشكلان أعلى نسبة دقة للمشاعر الخمسة التي تم كشفها وتحديدها بشكلٍ صحيح.
يشكل هذا البحث مساهمةً فعالة بمجال “الحوسبة العاطفية Affective Computing” وهو مجالٌ متنامي ومتزايد ويهدف لكشف الحالة العاطفية لمستخدم الحاسوب عند لحظةٍ زمنية معينة. وكما كتب مؤلفو البحث، فإنه مع التطورات الكبيرة بقدرات الحواسيب وأدائها وحجمها خلال السنوات الأخيرة، فإنه يمكن إنجاز المزيد في مجال التفاعل ما بين الحاسوب والمستخدم.
يقول الباحثون في ورقتهم البحثية :” يمكن للأنظمة الحاسوبية القادرة على كشف وتحديد مشاعر المستخدم أن تؤدي هذه المهمة بشكلٍ أفضل بكثير من الأنظمة الحاسوبية الحالية، وذلك في مجال الألعاب، التعليم على الويب، معالجة النصوص، معالجة الفيديو والصور، المصادقة على المستخدم، وغيرها من التطبيقات في العديد من المجالات التي تكون فيها الحالة العاطفية لمستخدم الحاسوب حرجة وهامة “.
في حين أنه لايزال هنالك الكثير من العمل الذي يتطلب إنجازه، فإن هذا البحث يبقى خطوةً هامة للوصول إلى الأنظمة “الذكية عاطفياً” والتي تستطيع التعرف على الحالة العاطفية للمستخدم، وذلك من أجل التكيف الجيد مع الموسيقى، الرسومات، أو أية طريقةٍ أخرى تهدف لتعلم الواقع الفعلي للمستخدم.
المصدر: موقع ScienceDaily