المساحة الإخبارية

حواجز وعوائق خفية لسيارة جوجل الذكية

أظهرت تطورات جديدة بعض الحواجز والعوائق التي سوف تحد من مهمة Google في مجال القيادة الآلية.

للأسف، إلى الآن لا تستطيع سيارات غوغل الذكية قيادة نفسها في 99% من أنحاء الولايات المتحدة (حيث يتم تطويرها)، لا تستطيع ركن نفسها، لا يمكن إخراجها في حالة المطر أو الثلج، ولن تتمكن من تجاوز الحُفر التي قد تكون موجودة في الطرقات. نعم، كلّ هذه الخصائص الأساسية لا تستطيع سيارة غوغل الجديدة القيام بها.

بالطبع، لم تبدأ غوغل ببيع سيارتها الروبوتية الشهيرة بعد، وقد صرّحت أن هذا النوع من التكنولوجيا سيتم اختباره بتفصيلٍ شديد قبل أن يُباع. لكن من الواضح أن السيارة ليست جاهزة بسبب الأمور العديدة التي لا تستطيع القيام بها – حسب  Chris Urmson، مُدير فريق سيارة غوغل.

استطاعت سيارة غوغل اجتياز 700,000 ميل بسلام. بسبب ذلك، “بدأ العامة من الناس الاعتقاد أن مشاكل هذه التكنولوجيا قد حُلت”، كما يقول Steven Shladover، باحث في جامعة كاليفورنيا في قسم دراسات النقل والمواصلات. “لكن ببساطة هذه ليست الحالة هنا.”

لا أحد يُدرك ذلك أفضل من Urmson. لكنه يقول أنه مُتفائل بشأن التّخلص من هذه العقبات، ويقول :”سوف يحدث ذلك أسرع مما يظن معظم الناس.”

عادةً، تُعطي غوغل الفكرة أن هذه السيارة يُمكنها القيادة لأي مكان بشكلٍ قانوني، وذلك حسب المدير التنفيذي لكن هذا الأمر يُعتبر صحيحاً فقط في حالة القيام باستعداداتٍ مُعقدة على طريق مسير السيارة بشكل دقيق، وذلك يتضمن المداخل وأماكن ركن السيارة، والخرائط المفصلة. يتم فحص البيانات، التي تمر عبر حساسٍ مُميزٍ في السيارة، متر بالمتر من قِبل الإنسان والحاسوب. حيث أن المطلوب هنا يتطلب جهوداً أكير من تلك المتواجدة في خرائط غوغل Google Maps.

تُعتبر سيارات غوغل أفضل من غيرها في التعامل مع الأمور غبر الموجودة في الخرائط. فعلى سبيل المثال، إذا ظهرت إشارة مرور جديدة فجأةً، لن تستطيع السيارة أن تدرك ذلك. لكن قد تخفف سرعتها أو تتوقف إذا تحسست الحساسات الموجدة عليها من أي حركة سير أو عقبات في سبيلها.

تستطيع سيارات غوغل أن تستشعر وتتفاعل مع إشارات التوقف التي لا توجد على خرائطها، تم إدراج هذه الخاصية للتفاعل مع الإشارات المؤقتة التي تستخدم في مواقع البناء. ولكن في حالة معقدة أكثر حيث يوجد إشارات توقف لأربع طرق متداخلة غير مسجلة على الخرائط قد تبطئ السيارة حركة سيرها في جميع الأحوال للتقليل من احتمال وقوع أي غلط. تقول غوغل أن سيارتها تستطيع أن تتعرف على غالبية إشارات التوقف غير المدرجة على خرائطها، وتبقى آمنة في جميع الحالات لأن حساساتها دائماً تبحث عن حركة مرور أو سير المشاة أو عوائق أخرى.

صَرح البروفيسور Alberto Broggi، الذي يدرس القيادة المستقلة في جامعة إيطاليا في مدينة بارما، أنه قلق على ما سيحدث في نظام مستقل الخرائط كهذا في حال حدث تغير مفاجأ في الطريق.

يرى Michael Wanger، باحث في الروبتيكس يبحث في الانتقال إلى القيادة المستقلة، أنه من المهم من غوغل أن تكون صريحة في الأمور التي تستطيع السيارة القيام بها والأمور التي لا تستطيع القيام بها. “هذه التكنولوجيا لا زلات ناشئة فمن الطبيعي ورود هذه لأسئلة.”

إلى الآن، يتم تجهيز الخرائط ببضع آلاف الأميال من الطرق، لكن لتحقيق رؤية غوغل سنحتاج إلى تحديث الخرائط البلاد الواسعة والمداخل باستمرار. يقول Urmson، أن باحثوا غوغل “لا يرون أي عقبات معينة” لتحقيق هذا الهدف. فعندما ترى السيارة أي هيكلية ثابتة جديدة مثل ضوء شارع أو إشارة جديدة غير مسجلة، ترسل تنبيهاً وبعض البيانات لفريق في غوغل المسؤول عن الحفاظ على الخريطة.

في شهر أيار، أعلنت غوغل أن جميع سياراتها ستكون دون سائق وحتى دون مقود. وأشارت إلى الصعوبات بتأكيدها بوجود سائق إنسان جاهز للتحكم بها في أي لحظة. أعلنت الشركة أنها ستختبر السيارات بأجهزة التحكم المضافة التي تطلبتها قوانين الولايات التي سمحت لها بالقيام بالاختبارات. لكن الحصول على موافقة القيام بالاختبارات، وبدرجة أقل التسويق، لسيارة روبوتية بشكلٍ كامل يعتبر “خطوة هائلة إلى الأمام،” يقول David Fierro، المتحدث باسم شركة DMV في نيفادا في الولايات المتحدة، حيث تقوم غوغل بإجراء اختباراتها.

بعض الأمور غير المحلولة، فالسيارة لم تُجرّب في الثلج، ويقول Urmson أن بعض مشاكل الأمان تمنع السيارة من القيادة تحت المطر الغزير. ولم تتخطى مشاكل الركن في أماكن الرّكن الكبيرة أو المرائب عديدة الطوابق. تستشعر كاميرا السيارة الضوء من إشارات المرور لكن مازال Urmson وفريقه يعمل على منع ظاهرة حجب أشعة الشمس لضوء الإشارات عن الكاميرات. على الرغم من التقدّم في التعامل مع تغيرات الطريق، يقول Urmson “يمكنني إنشاء موقع بنائي لإرباك السيارة.”

يتم الاستشعار عن المشاة ببساطة وهي تتحرك، بصورة تتألف من البيكسلات المشوهة على شكل عواميد – مما يعني كما يوافق Urmson، أن السيارة لن تستطيع التحسس بشرطي المرور الواقف على جنب الطريق يُلَوح للمرور بالتوقف.

لن تستطيع حساسات السيارة التفريق بين الحجارة على الطريق أو قطعة من الورق على نفس الشكل، فستحاول المرور حولها وتجنبها.

يقول Urmson أن هذا النوع من الأسئلة لم يتم الإجابة عليها لأن المهندسون لم يتوصلوا إليها بعد.

لكن يقول الباحثون أن هذه الأسئلة والعوائق غير المحلولة ستصبح أصعب بشكلٍ مُتزايد. على سبيل المثال، يتساءل خبير القيادة جون ليونارد من معهد MIT عن الحالات التي ستكون أكبر من قُدرات الحساسات الحالية، مثل الالتفاف على جهة اليسار وفق حركة مرور معاكسة.

على الرّغم من التحديات، يريد Urmson أن تُجهز هذه السيارات في الوقت الذي سيصبح ابنه الذي يبلغ من العمر 11 سنة قادر على القيادة بشكلٍ قانوني في سنّ الـ 16، ويقول :”إنه موعد التسليم النهائي بالنسبة لي.”

 إذا أردت أن تعرف أكثر عن مشروع سيارة غوغل الذكية اضغط هنا

المصدر: MIT Technology Review

Michel Aractingi

طالب هندسة كهرباء في جامعة البلمند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى