مُعدل إنتاج الترانزيستورات قد وصل إلى مستوياتٍ فلكية!
في عام 2014، قامت الشركات والمصانع المسؤولة عن تصنيع الترانزيستورات بإنتاج ما يقارب 250 مليار مليار ترانزيستور، أي 250×10^18 ترانزيستور، وذلك ضمن الشرائح الحاسوبية والإلكترونية المختلفة التي تعتمد في بنيتها على الترانزيستورات.
تعني هذه الأرقام وبشكلٍ حرفي أن مستوى إنتاج الترانزيستورات عالمياً قد وصل إلى “مستوياتٍ فلكية”. لماذا؟ لأن الرقم السابق يعني أنه في كل ثانية من ثواني العام الماضي، كان يتم إنتاج 8 ترليون ترانزيستور جديد، وهذا الرقم أكبر من عدد النجوم الكلي في مجرة درب التبانة التي نعيش فيها، وهو أكبر من إجمالي عدد المجرات في الكون القابل للمشاهدة.
المزيد من الأرقام المذهلة: كمية الترانزيستورات التي تم إنتاجها في عام 2014، هي أكبر من كمية الترانزيستورات التي تم إنتاجها في كل السنوات السابقة حتى عام 2011، وذلك على الرغم من مشاكل الركود الاقتصادي، والتي لا يبدو أنها قد أثرت بالفعل على معدل وكمية إنتاج الترانزيستورات في الشرائح والدرات الحاسوبية والإلكترونية. لو أخذنا على سبيل المثال عام 2009 – وهو من أسوأ أعوام الركود الاقتصادي – فإن كمية إنتاج الترانزيستورات فيه كانت أكبر من المعدل التراكمي لكل السنوات وصولاً حتى عام 2007.
كافة هذه الأرقام والمؤشرات، لا تزال إلى اليوم تمثل بشكلٍ أو بآخر “قانون مور“، والذي ينص على تناقص حجم الشرائح الإلكترونية مع مضاعفة عدد الترانزيستورات في الشريحة، وذلك كل عامين (تقريباً). وخلال عقودٍ من التصنيع، ساهمت الابتكارات الجديدة وتقنيات التصغير بجعل الشرائح السليكونية قادرةً على إضافة المزيد والمزيد من الترانزيستورات وضمن نفس المساحة، والنتيجة كانت الحصول على معدل تناقص ثابت لكلفة تصنيع الترانزيستور الواحد، مع معدلٍ ثابت (تقريباً) لتناقص أبعاد الترانزيستور نفسه، ومعدلٍ ثابت (تقريباً) لعدد الترانزيستورات الكلي على الشريحة.
حتى الآن، يمكن القول أن قانون مور لا يزال فعالاً، ولا يزال مصنعي الشرائح والدارات الإلكترونية يستطيعون تقديم المزيد والمزيد من تكامل الترانزيستورات على الشرائح، وهذا يعني أنه لا يزال هنالك إمكانية الحصول على ابتكاراتٍ جديدة وأجهزة بأداء أفضلٍ وأقوى من ذي قبل.
المصدر: IEEE Spectrum
للمزيد من المقالات حول قانون مور :
1- ما بعد قانون مور: الحصول على الحوسبة النانوية
2 تعليقات