علوم الحاسب

ما هي الموجات الدماغية Brain Waves ؟

الموجات الدماغية عبارة عن موجاتٍ كهربائية ذات تردداتٍ معينة، وهي تنتج عن عمل ونشاط الخلايا العصبية في الدماغ، أو “العصبونات Neurons”. فعلياً، فإن الموجات الدماغية هي ما يمثل أفكارنا ومشاعرنا وأحاسيسنا وردات فعلنا.

يتم تسجيل الموجات الدماغية اعتماداً على مجموعة من الحساسات (الإلكترودات) التي توضع على الرأس. وظيفة هذه الحساسات هي التقاط الإشارات الكهربائية المنتشرة على سطح الرأس، وتسجيل هذه الإشارات، ومعالجتها وإظهارها. عملية التقاط الإشارات وتسجيلها ممكن أن تتم على سطح الرأس، ولكنها ستكون عملية صعبة ومعقدة نظراً للتشويش الكبير الذي سيتم على الإشارات. الطريقة الثانية لتسجيل الموجات الدماغية هي عبر وضع الإلكترودات مباشرةً على القشرة المخية وفقاً لعمل جراحيّ، وهذه الطريقة تعطي نتائج أفضل وأكثر دقة. عملية تسجيل والتقاط الموجات الدماغية تعرف بـ “التخطيط الكهربائي للدماغ EEG: Electroencephalography “.

وفيما يتعلق بتفاصيل الموجات الدماغية نفسها، فإنها تقسم لعدة حزم ترددية Bandwidths، حيث تمثل كل حزمة من هذه الحزم نمطاً معيناً من النشاطات العقلية. ومن المنطقي أن نلاحظ أن الحزم عالية التردد تمثل النشاط العقلي المركز والشديد (وهي المعروفة باسم أمواج “غاما Gamma”) بينما تمثل الحزم منخفضة التردد نشاطاً عقلياً منخفضاً، أي حالات النوم مثلاً (والتي تمثلها الأمواج “دلتا Delta”).

الكلام السابق يعني أن الموجات الدماغية ستختلف بحسب النشاط العقلي الذي يقوم به الإنسان وبحسب الأحاسيس التي يشعر بها. فعندما نشعر بالتعب والاسترخاء، تكون الموجات الدماغية ذات الترددات الأخفض هي المهيمنة والأكثر انتشاراً، بينما تنتشر الموجات الدماغية عالية التردد عندما نكون بحالة التركيز العالي والنشاط الشديد.

من الجدير بالذكر هنا أن هذا المقال يهدف لتسليط الضوء على مفهوم الموجات الدماغية وأنواعها بشكلٍ عام وشامل، بينما التناول الدقيق والعملي لموضوع الموجات الدماغية وتطبيقاتها يتطلب تفاصيلاً معقدة أكثر، خصوصاً أن الموجات الدماغية تمثل العديد من الأمور وفقاً للمنطقة التي تظهر فيها بالدماغ.

يتم قياس تردد الأمواج الدماغية بواحدة “الهرتز Hertz”، أو “دورة في الثانية CPS: Cycle per Second”، وفيما يلي تصنيف الأمواج الدماغية وفقاً للحزم الترددية التي تنتمي إليها.

موجات دلتا Delta Waves 0.5 – 4 Hz

موجات دلتا هي أبطأ الموجات الدماغية من حيث سرعة الانتشار، وهي ذات تردد منخفض جداً، ويتم توليد هذه الأمواج في الحالات التي تتسم بنشاطٍ عقلي عميق، مثل حالات التأمل الهادئ أو النوم العميق، كما أن موجات دلتا مصدر المشاعر الخاصة بالتعاطف.

موجات ثيتا Theta Waves 4 – 8 Hz

في معظم الأحيان، فإن موجات ثيتا تظهر أثناء النوم (ليس النوم العميق الذي تظهر فيه موجات دلتا)، وقد تظهر أحياناً بحالات التأمل الطويل والعميق. يتم تشبيه موجات ثيتا على أنها مسلكنا وطريقنا للوصول للذكريات والمعلومات المخزنة ضمن الدماغ، كما أن موجات ثيتا مسؤولة عن سحب حواسنا من التركيز على الوسط المحيط، إلى التركيز على الإشارات التي يتم توليدها ضمن الدماغ. موجات ثيتا أيضاً هي المسؤولة عن الأحلام، حيث تعمل موجات ثيتا على توليد صور ومشاهد حية ومعلوماتٍ ومعارف لا ترتبط بالإدراك الواعي المباشر الذي نحصل عليه من حواس السمع والبصر والشم وغيرها.

موجات ألفا Alpha Waves 8 – 13 Hz

تظهر موجات ألفا أثناء النشاطات العقلية المتصلة بالإدراك الواعي، ولكنها تمثل نشاطاتٍ عقلية هادئة، حيث تمثل موجات ألفا الحالة الهادئة للدماغ، وهي تعني أن الدماغ واعي ويدرك ما حوله، ولكنه غير نشيط أو فعال، ويمكننا تشبيهها بحالة “Stand By” الخاصة بجهاز الحاسوب، حيث لا يكون الحاسوب يقوم بتنفيذ أي فعل يتطلب قدرات المعالج، إلا أن الحاسوب جاهز لاستقبال أي إشارة أو تنبيه.

موجات بيتا Beta Waves 13 – 39 Hz

تظهر موجات بيتا بشكلٍ كبير عندما يكون الدماغ بحالة وعي وإدراك ويقوم أيضاً بتنفيذ وظائف ومهام متنوعة، وهي ترتبط جميعها بالإدراك الواعي الناتج عن الحواس. تمثل أمواج بيتا حالة “النشاط” الدماغي، وعندما تنتشر عبر الدماغ، فهذا يعني أننا نقوم بوظائف متنوعة، مثل التفكير وحل المشاكل والنظر والاستماع ونتلقى التنبيهات المختلفة. تنقسم موجات بيتا بدورها إلى ثلاث حزم أخرى:

  • موجات بيتا المنخفضة Beta1: وهي الموجات التي تغطي الحزمة الترددية من 12 – 15 هرتز، وهي تمثل أخفض حالة من نشاطات اليقظة والوعي الإدراكي الدماغي.
  • موجات بيتا Beta2: وهي الموجات التي تغطي الحزمة الترددية من 15 – 22 هرتز، وهي تمثل تزايد تركيز النشاط العقلي الدماغي.
  • موجات بيتا العالية Beta3: وهي الموجات التي تغطي الحزمة الترددية من 22 – 39 هرتز. تمثل هذه الموجات الأفكار المعقدة، وتعلم الخبرات الجديدة، وحالات الإثارة الدماغية.

موجات غاما Gamma Waves > 39 Hz

موجات غاما هي أسرع الموجات الدماغية وأعلاها من حيث قيمة التردد. تمثل موجات غاما حالات التركيز العقلي الشديد والتفكير المركز والمنظم، كما تمثل أيضاً استجابة عدة مناطق دماغية من أجل المساهمة في عملية تفكير مركزة واحدة. سابقاً، كانت موجات غاما تعتبر عبارة عن نشاط دماغي إضافي ليس له أي معنى، إلا الأبحاث قد بينت أنها تمثل فعلياً أعلى درجات النشاط الدماغي. أحد الألغاز المتعلقة بموجات غاما أنها تمتلك تردداً أعلى من قيمة تردد انتقال الإشارات عبر العصبونات نفسها، وكيفية توليد ونشوء موجات غاما الدماغية لا يزال يعتبر أحد الألغاز الهامة في مجال علم الأعصاب.

brain-waves-4electron
شكل توضيحي ومختصر للموجات الدماغية والحالات العقلية التي تمثلها.

المصادر:

1- كتاب “Encyclopedia of Biomedical Engineering”، إصدار دار نشر “Wiley”، عام 2006، بحث “EEG: Electroencephalography”، الصفحات من 1341 وحتى 1355.

2- موسوعة ويكيبيديا الإنجليزية: اضغط هنا

3- موقع Brainworks : اضغط هنا

مقالات ذات صلة

‫15 تعليقات

  1. حبذا لو ترشدني الى مراجع التفاصيل في هذا الموضوع…انا مهتم جدا و شكرا.

  2. هل التعرض لمثل هذه الموجات عن طريق الموسيقى مؤذي أم لا و شكرا

  3. اخي انصحك بعدم استماع لها لانها تعتبر مخذرات واذا اردت المرجع سأرله لك

  4. لا أظن التسمية في محلها “مخدرات رقمية”
    في بعض المقالات تم الاشارة الى تسجيلات يدّعّى انها تعطي تأثيرات مشابهة لتأثيرات القنب الهندي بإسم “مخدرات رقمية”

    نعم قد يسبب الاستماع لتسجيلات مشابهة تغييرا في المزاج او حالة الوعي لبعض الاشخاص

    ولكن ليس لدي علم اذا كانت مضرة ام لا مع اني استبعد ان تكون مضرة

  5. ذكرت ان موجات الدماغ تصل الى ٣٩ هرتز من نوع بيتا و الى اكثر من ٤٠ هرتز من نوع غاما . اخي انا اعرف ان تردد الموجات المسموعه للانسان هو من ٢٠ الى ٢٠الف هيرتز . فكيف يكوت تردد موجات الدماغ ضمن النطاق المسموع بالنسبه للاذن البشرية و لماذا لا نستطيع سماعها؟

زر الذهاب إلى الأعلى