كيف تعمل الأشياء

كيف تعمل الأشياء: جوجل Google

لم يعد ممكناً اليوم تصوّر الإنترنت بدون محرك بحث جوجل الشهير والخدمات المختلفة التي توّفرها الشركة العملاقة.

جوجل اليوم: لم يعد ممكناً تصوّر الإنترنت بدونها

ما بدأ كمشروع لرسالة الدكتوراة للطالبان “لاري بيج” و “سيرجي برين” من جامعة ستانفورد، هو الآن أحد أكثر الشركات تأثيراً على شبكة الإنترنت، إن لم يكن أشدها تأثيراً وأكثرها أهمية. في البداية، كان هدف الطالبان هو صنع محرّك بحث ذو كفاءةٍ عالية والذي بإمكانه إعطاء المُستخدمين روابط متعلّقة بالموضوع الذين يقومون بالبحث عنه. وبينما مايزال هذا هو الغرض الأساسي من جوجل في أيامنا هذه، فإن الشركة اليوم تُقدّم اليوم خدمات تمتد من البريد الإلكتروني إلى تخزين المَلفات وإنتاح أنظمة تشغيل للهواتف المحمولة. في مدة أقل من عقد من الزمن انتقلت جوجل من شركة يديرها شخصان إلى شركة بقيمة عدّة مليارات من الدولارات.

page_brin
مؤسسا شركة جوجل : سيرجي برين (على اليمين) ولاري بايج (على اليسار). ما بدأه هذان الشخصان كمشروع دكتوراه في جامعة ستانفورد، تحول لأحد أكثر المشاريع تأثيراً على شبكة الإنترنت، وأحد أكبر الشركات التقنية حول العالم.

واليوم، فإنّ شعبية جوجل تنمو يوماً بعد يوم. في عام 2007 تجاوز موقع “جوجل ” موقع “ميكروسوفت” بعدد الزيارات. تأثير الشركة على شبكة الإنترنت حقيقة لا يمكن إنكارها، وعملياً، فإن أي مدير لموقع إلكتروني يرغب بأن يتم تصنيف موقعه عالياً على لائحة نتائج محرّك بحث جوجل، وأن يكون ضمن قائمة الخيارات الأولى لنتائج البحث التي تظهر على صفحة جوجل، لأنّ هذا الأمر غالباً ما يؤدي إلى زياراتٍ أكثر لموقع الويب. استحوذت جوجل أيضا على العديد من شركات الإنترنت، وهذا امتد من خدمات التدوين إلى مواقع مُشاركة الفيديوهات كموقع “YouTube”. ولفترةٍ من الزمن قامت تقنيات البحث في جوجل بتشغيل مُحركّات البحث لشركاتٍ منافسة، مثل موقع Yahoo الشهير والذي اعتمد على بحث جوجل لفترةٍ تُقارب الأربع سنوات قبل أن يطوّر تقنيات مُحرّك البحث الخاصة به في عام 2004.

تأثير جوجل لم يقتصر على الويب. ففي عام 2007 أعلن مدراء الشركة التنفيذيون عن دخول مزاد لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) لمجال الاتصالات اللاسلكية بحزمة 700 ميغا هرتز. هذا الجزء من طيف الاتصالات اللاسلكية كان ينتمي إلى هيئات الإذاعة التلفزيونية التناظرية. وقد قال ممثلو الشركة أن جوجل قد دخلت المزاد لتعزيز التنافس في مجال صناعة الاتصالات اللاسلكية. تدعم جوجل نهجاً تقنياً مفتوح للاتصالات اللاسلكية، حيث يستطيع فيه المُستهلك أن يستخدم أي جهاز مع أي مُخدّم Sever، بدلاً من مواجهة خيارات محدودة من قبل المخدّم وبائعيه المُفضلين. ومن أجل المشاركة في هذا المزاد كان على جوجل أن تُثبت أنّها مستعدة لتوفير سعر الطيف والبالغ 4.6 بليون دولار! في نهاية المطاف جوجل لم تربح المزاد ولكنها حققت هدفها الرئيسي، حيث أنّ شركة فيريزون Verizon والتي ربحت المزاد قامت باتباع نهج التكنولوجيا المفتوحة التي أرادته جوجل.

في هذا المقال سوف نتعرّف على العمود الفقري لأعمال جوجل ألا وهو محرّك البحث الخاص بها، وسنتعرف أيضاً على الخدمات الأخرى المُقدّمة من جوجل لكل من المُستخدمين وللأعمال التجارية وبعد ذلك سنلقي نظرة سريعة على الأدوات التي طورتها جوجل على مرّ السنوات. أيضا سنتعرّف على التجهيزات التي تستخدمها جوجل لتُحافظ على عمل نظام تشغيلها الهائل. وأخيراً سنُلقي نظرة أقرب على جوجل “الشركة”.

ماذا يعني اسم جوجل “Google”؟

اسم جوجل أتى من الكلمة “googol” وهي عبارة عن مصطلح رياضي يشير إلى واحد متبوع بمئة صفر (عشرة للقوة مئة). اعتقد بيج وبرين أن هذا الاسم سيوضح مهمة جوجل، أي تنظيم مليارات البيتات من البيانات الموجودة على الويب.

محرك البحث “جوجل”

يُعتبر محرك بحث جوجل أداة قويّة جداً وأساسية في عالم الإنترنت، وبدونه سيصبح من المستحيل أن تجد المعلومة التي تحتاجها عندما تتصفح الانترنت. وككل محرّكات البحث، فإن محرك جوجل يستخدم خوارزمية خاصة ليولّد نتائج البحث. وبينما تُشارك “جوجل” حقائق عامة عن الخوارزمية الخاصة بها فإنّ التفاصيل المتعلقة بها تُعتبر من أسرار الشركة. وهذا يساعد جوجل أن يبقى منافساً قوياً لمُحرّكات البحث الأخرى وأن يخفّض من فرص إساءة استخدامه.

تستخدم جوجل برنامجاً آلياً يُدعى “العنكبوت” أو “الزواحف”، تماماً مثل أغلب محرّكات البحث الآخرى. وأيضا كمحركات البحث الأخرى، تمتلك جوجل فهرساً ضخماً من الكلمات المفتاحية وأين يُمكن أن توجد هذه الكلمات المفتاحية. ما يُميز جوجل هو كيفية تصنيف نتائج البحث، وهو بدوره يتحكّم بترتيب ظهور النتائج على الشاشة. تستخدم جوجل خورارزمية مُسجلة كعلامة تجارية تدعى “PageRank” والتي تعطي لكل صفحة درجة أهمية.
يقوم عنكبوت المحرّك بالعمل الأكبر أثناء البحث فهو يمسح صفحات الويب ويقوم بإنشاء فهرس للكلمات المفتاحية. بمجرد أن يقوم العنكبوت بـ”مسح وتصنيف” صفحة ما فإنّه يقوم بتتبع الروابط من هذه الصفحة إلى الصفحات الأخرى. ويتابع العنكبوت الروابط من صفحة لأخرى مما يعني أنّ فهرس محرّك البحث سيصبح قويّاً وشاملاً.

تعتمد درجة أهمية كل صفحة على عدّة عوامل:

  • عدد مرّات تكرار الكلمة المفتاحية وموقعها في صفحة الويب: فلو كانت الكلمة المفتاحية تظهر مرّة واحد فقط في جسم الصفحة فستتلقى نقاطاً مُنخفضة لهذه الكلمة.
  • عمر صفحة الويب:  يُنشئ الناس صفحات ويب يومياً ولا تبقى كلّها لفترة طويلة، جوجل تُعطي قيمة أكبر للصفحات طويلة العمر.
  • عدد صفحات الويب الأخرى التي تقود غلى صفحة الويب: تقوم جوجل بالبحث عن عدد صفحات الويب التي تشير تحديداً إلى هذه الصفحة مما يُحدد أهميتها.

وبين هذه العوامل الثلاث فإنّ العامل الثالث هو الأكثر أهمية. ربما من الأسهل فهمه لو طرحنا مثالاً. فلنأخذ على سبيل المثال تعبير “Planet Earth”، فإذا قمنا بإدخال هذا التعبير في محرّك البحث، سيقوم محرّك البحث بمقارنته بقاعدة بياناته وعرض جميع النتائج. النّتائج المُتعلقة أكثر بالموضوع تكون في رأس القائمة. ولكن كيف يعرف جوجل ما هي النتائج الأكثر ملائمةً؟

تستخدم جوجل خوارزمية “PageRank” وسنجد أنّ أول رابط يظهر هو رابط “قناة ديسكوفري Discovery Channel” ولكن لماذا كان على رأس القائمة؟ الجواب هو أن هذه الخوارزمية تقوم بتحديد أهمية الصفحة بالبحث على عدد المواقع التي تقود إليها. كل موقع يُحسب كصوت ولكن المواقع ذات التصنيف المُرتفع صوتها يُعتبر أكثر قيمة. وهكذا وبسبب عدد صفحات الويب الكبير الذي يقود إلى موقع قناة ديسكوفري فإنّ تصنيفها جاء مُرتفعا مما جعلها على رأس قائمة نتائج بحث جوجل.

لأن جوجل تقوم بحساب هذا التصويت فإنّه ليس من السهل خداع النظام. أحسن طريقة ترفع بها ترتيب موقعك في نتائج بحث جوجل هو أن تقوم بتوفير محتوى ممتاز لتتأكّد من أن المستخدمون سوف يقومون بذكر رابط موقعك وكلّما زاد هذا سيرتفع ترتيب موقعك ولو تمكّنت من لفت نظر مواقع بترتيب عالي فإنّ ترتيبك سيرتفع بسرعة أكبر. تستخدم جوجل العديد من الطرق التي تمنع الناس من خداع النظام فعلى سبيل المثال: صفحة تحوي على العديد من الروابط سيَنخفض تأثير صوتها. وقد يكون تأثير صفحة ذات تصنيف عالي تحوي عدد كبير جداً من الروابط أقل من صفحة ذات تصنيف مُنخفض وتحوي رابط أو اثنين.

بدأت جوجل غل بتجربة مع محرك البحث الخاص بها عام 2008. لأول مرة سمحت لمجموعة من مُختبري النسخة التجريبة بتغيير ترتيب نتائج البحث حيث كان باستطاعتهم رفع أو تخفيض أهمية نتائج البحث وتحديد خبرتهم بحيث يصبح الأمر أكثر شخصية. المسؤولون التنفيذيون صرّحوا بأنّه لا يوجد ضمان أنّ الشركة ستقوم بتطبيق هذا على المستوى العالمي.

في السنوات الأخيرة، كشفت جوجل عن خدماتٍ لا تتعلق بمحرّك البحث عل سبيل المثال خدمة “Gmail” وهي برنامج بريد إلكتروني مجاني. عند بداية إطلاق الخدمة حدد جوجل عدد المستخدمين الذين يستطيعون إنشاء حساب، وهؤلاء المستخدمون يستطيعون دعوة عدد معين من الأشخاص للانضمام إلى الخدمة، وهكذا أصبحت دعوات Gmail سلعة أساسية. اليوم أي أحد يستطيع أن يشترك بحسابات Gmail المجانية.

قامت “Gmail” بتنظيم الرسائل الإلكترونية كمُحادثات. هذا يعني أنك عندما ترسل رسالة لأحد ما ويرد (أو ترد) عليك فإن الرسالتين سَيجمعان معاً في موضوع واحد في بريدك الوارد. وهذا ما يجعل الأمر أكثر سهولة لمتابعة تدفّق تبادل الرسائل الإلكترونية.

خدمة مجانية أخرى من جوجل هي “Google Docs”. هي قاعدة تخزين بيانات ومجموعة بَرمجيات تعاونية إنتاجية. تتضمّن برامج معالجة نصوص وجداول وعروض تقديمية. إنشاء حساب لهذه الخدمة هو مجاني أيضاً ويسمح لك بتخزين 5000 وثيقة وصورة على الشبكة. كل ملف يمكن أن يصل حجمه إلى 500 كيلوبايت ويتضمن صورة تصل حجمها إلى 2 ميغابايت. تستطيع أيضا مشاركة ملفاتك والسماح لأصدقائك بمشاهدتها والتعديل عليها. بالتالي تسمح لك بتخزينها والوصول إليها من اي مكان باستخام اتصالك بالانترنت.

خدمات جوجل الأخرى

بينما نمت جوجل بشكل كبير قامت بإضافة عدّة خدمات الجديدة للمستخدمين. بعضها صُمم للمساعدة بجعل البحث على الويب أكثر كفاءة وذات صلة وأُخر قد تملك قواسم مشتركة قليلة مع محرّكات البحث. ومع هذا العدد من الخدمات دخلت جوجل بالمنافسة مع العديد من الشركات الأخرى.

بحث جوجل المُتخصص هو امتداد لبروتوكول محرك البحث القياسي. مع البحث المتخصص تستطيع تضييق نطاق بحثك لموارد معينة. تستطيع إدخال الكلمات المفتاحية في جوجل للبحث عن:

  • صور متعلّقة بالكلمات المفتاحية خاصتك.
  • خرائط.
  • مقالات إخبارية أو مصوّرة.
  • منتوجات أو خدمات تستطيع شراءها من على الشبكة.
  • مدوّنة تحوي الكلمات المفتاحية التي أدخلتها.
  • محتوى كتاب.
  • مقاطع فيديو.
  • أوراق علمية (أصبحت محرك بحثي خاص هو Google Scholar).

لهذا النوع من الأبحاث خصصت جوجل فهارس تحوي فقط الموارد المطلوبة المتعلقة. على سبيل المثال لو بحثنا عن “Planet Earth” في فئة الأخبار سوف نحصل فقط على المقالات الإخبارية التي تتضمن هذا التعبير وستكون النتيجة مختلفة كليّا عن نتائج البحث العادية.

هل تعلم أنك تستطيع استخدام بحث جوجل من دون اتصال انترنيت وفقط باستخدام هاتفك المحمول؟ كل ما عليك هو ارسال رسالة قصيرة تتضمن الكلمة المفتاحية إلى 466453 (والذي تكافئ كلمة GOOGLE على لوحة أرقام جهازك المحمول) وسترسل لك جوجل نتائج البحث في غضون ثواني.

أدوات جوجل

إحدى أشهر أدوات جوجل تدعى “Google Maps” أو خرائط جوجل، وهي خدمة عرض خرائط مفصلة شبيهة بـ”MapQuest”. تعتمد جوجل على مصادر للخرائط مثل شركات “NAVTEQ” و “TeleAtlas” فضلاً عن بيانات الأقمار الصناعية من “DigitalGlobe” و هيئة “MDA” الفيدرالية لإنشاء خرائط مُفصلة. تستطيع استخدام خرائط جوجل للعثور على عنوان ما أو تحصل على إرشادات أثناء القيادة لمكان معين.

تقدّم هذه الأداة عدّة طرق عرض:
1. عرض الخريطة: خريطة أساسية لعرض الطرق.
2. عرض اقمر الصناعي: عرض صور أعلى للطرق ملتقطة من الأقمار الصناعية للمنطقة.
3.عرض التضاريس: يعرض خريطة طبوغرافة ويظهر فوقها الطرق.
4. عرض الازدحام: يستخدم الألوان الأحمر والأخضر والأصفر ليعرض الطرق لأكثر ازدحاما في المنطقة.
5. طريقة عرض الشوارع: والتي هي متوفرة فقط في عدّة ولايات في الولايات المتحدة الامريكية، وهذه الميزة تسمح لك بمُشاهدة صور مأخوذة على مستوى الشارع وهكذا تستطيع التنقل ضمن المدينة مستخدماً الأسهم التي تظهر على الشاشة.

تدمج خرائط جوجل معلومات الأعمال أيضاً بخرائطها، حيث أنّك تستطيع استخدام خرائط كمُحرّك بحث عن العمل مثلا “HowStuffWorks, Atlanta, Ga.,”” والذي سيظهر لك مكان مكتب الموقع. وتستطيع البحث عن أعمال عامة أيضاً. مثلا لو أردت أن تأكل سوشي في سان فرانسيسكو تستطيع أن تكتب في مربع البحث “sushi, San Francisco,” والضغط على زر بحث وستظهر لك على الخريطة المَطاعم الموجودة في المدينة.

منتج آخر شبيه بخرائط جوجل هو “Google Earth”، يستخدم صور الأقمار الصناعية ذاتها المُسجلة تجارياً تحت اسم “Google Maps”. ولكن لا بدّ أن تحمّل التطبيق وتقوم بتثبيته على حاسبك الشخصي أو جهازك الذكي لتتمكن من استخدام كافة وظائفه، كما أنك ستحتاج إلى اتصال بشبكة الإنترنت، مع أنك تستطيع رؤية أماكن عالمية حتى لو لم تكن متصلاً بالشبكة.

شريط أدوات جوجل أو “Google Toolbar” إضافة جيّدة متاحة لمستخدمي متصفحات ”FireFox” و” Internet Explorer” . للشريط أزرار مُخصصة وكل زر يقود إلى وظيفة معينة والتي يمكن أن تكون أيّ شيء من عرض ترتيب المواقع إلى الترجمة من أي لغة إلى أخرى.

سطح مكتب جوجل أو “Google Desktop” هو برنامج آخر تستطيع تحميله بشكلٍ مجاني. هذا البرنامج يسمح لك بالبحث في حاسبك بنفس الطريقة التي التي تقوم بالبحث عن معلومة ما على الانترنت.

وبالنسبة للنقطة الأكثر أهمية، فإن شركة جوجل قد قامت بتطوير متصفح الإنترنت الخاص بها Chrome وإطلاقه عام 2008، والذي أصبح اليوم أحد أكثر متصفحات الإنترنت استخداماً حول العالم (بحسب موقع W3schools، فإن متصفح جوجل كروم هو الأكثر استخداماً بنسبة 59% من معظم مستخدمي المتصفحات وذلك حتى شهر أيلول 2014)، متفوقاً على متصفحات FireFox و Internet Explorer، والأهم من ذلك، أنه يمكن للمستخدم الولوج لكافة خدمات جوجل المذكورة أعلاه بسهولةٍ بالغة عبر شريط الأدوات المرفق بالمتصفح، بمجرد أن يكون مسجلاً بأحد خدمات جوجل. فهو يستطيع الوصول لخدمة البريد الإلكتروني مباشرةً، وكذلك لخدمة Google Docs أو Google Maps أو الانتقال للدخول إلى موقع التواصل الاجتماعي الذي طورته الشركة، وهو موقع +Google.

google_apps_intro_slide-100014668-gallery
تزود شركة جوجل اليوم مستخدمي الإنترنت بحزمة واسعة من التطبيقات والخدمات: البريد الإلكتروني Gmail، خدمة التخزين Google Drive، خدمة وثائق جوجل Google Docs، تقويم جوجل، شبكة التواصل الاجتماعي +Google، وغيرها الكثير…

 إيرادات جوجل

بعكس بعض شركات الإنترنت، فإن شركة جوجل تقوم باستخدام عدّة طرق لتوليد الإيرادات غير الاستثمارات الخاصة وبيع الأسهم. تستخدم جوجل ثلاث طرق للتواصل مع التجار  والمُعلنين هي:

Google Checkoutهي خدمة مُصممة لجعل الشراء عن طريق الإنترنت أسهل لكل من الشاري والبائع بالتجزئة. على المُستخدم إنشاء حساب مجاني على “GoogleCheckoutوكجزء من خطوات إنشاء الحساب فإنّه على المستخدم أن يقوم بإدخال رقم بطاقته الإئتمانية والتي يحتفظ بها جوجل في قاعدة بيانات مؤمّنة. عندما يقوم المُستخدم بزيارة موقع بيع يدعم هذه الخدمة كل ما عليه هو النّقر على خيار الخدمة وسيقوم جوجل بتسهيل الترجمة وهذا يعني أنّه لم يعد على المُستخدم إدخال رقم الحساب في كل مرة يريد بها الشراء من على الإنترنت.

يستطيع البائعون إنشاء الحساب مجاناً أيضاً، ولكن ابتداءً من شهر آب/أغسطس عام 2008 تقوم الشركة بأخذ نسبة 2% إضافةً إلى 20 سنت لقاء كل عملية بيع. على سبيل المثال لو قام المُستخدم بشراء ما قميته 10 دولار أمريكي فإن جوجل ستقوم بأخذ 40 سنت على هذه العملية.

AdWords , Google AdSense: طريقة أخرى تستعملها جوجل لجني الأرباح هي بالحقيقة خُدمتين للإعلان عن طريق الويب الأولى هي: Adwords: يستطيع المُعلنون إرسال الإعلانات لجوجل والتي تحوي على قائمة من الكلمات المفتاحية المُتعلقة بالمنتج. عندما يقوم مستخدمو جوجل بإدخال أحد هذه الكلمات ستظهر على صفحة نتائج البحث في شريط جانبي المواقع المُعلن عنها. يدفع المعلنون لجوجل كلّما نقر أحدهم على الرابط.

AdSense: يعمل بطريفة مُشابهة، ولكن عوضاً عن عرض الإعلان في نتائج بحث جوجل فإنّ مدير موقع إلكتروني يستطيع أن يختار دمج الإعلانات ضمن موقعه وبعد ذلك يقوم جوجل باختيار الإعلانات التي تتضمّن كلمات مفتاحية مُتعلقة بالموقع، يستطيع مدير الموقع أن يخصص موقع ولون الإعلان في الشريط الجانبي الذي يتضمن الإعلان. في كل مرة يقوم أحد بالضغط على الإعلان يتلقى مدير الموقع جزءاً من الأرباح والباقي تأخذه جوجل.

استراتيجية جوجل هي توفير الإعلانات المُوجهة للمُستخدمين، تؤمن جوجل أنّها بتأمينها إعلانات مُتعلقة بالمعلومات التي يقوم المستخدم بالبحث عنها فإنّ هذا يعزز فرصة قيام المستخدم بتتبع الإعلان.

لم تقم جوجل بإنشاء وتوفير خدماتٍ مُتميزة فقط، بل قامت أيضاً بشراء عدّة شركات مُبتكرة وصهرها في بوتقة جوجل، هذا يتضمن YouTube (موقع لمشاركة الفيديوهات)Blogger (خدمة تدوين إلكتروني) Picass (خدمة مشاركة صور) و Jaiku ( خدمة رسائل قصيرة وتدوين مصغر).

مشاريع حالية ومستقبلية

لم يقف طموح شركة جوجل عند خدمات الإنترنت (والتي اكتسحتها بالفعل) فقد قامت أيضاً بالعديد من المشاريع الأخرى خارج شبكة الإنترنت، والتي أصبح بعضها تجارياً، والبعض الآخر لا يزال في مراحل البحث والتجريب.

ولعل نظام الآندرويد مفتوح المصدر لتشغيل الهواتف الذكية هو أحد أشهر المشاريع التي قامت بها الشركة، وقد تمكنت الشركة عبره من كسر احتكارية آبل وسيطرتها على سوق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية (بعد أن قامت آبل نفسها بكسر احتكارية نوكيا). نظام الآندرويد اليوم هو أكثر أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية انتشاراً، وأكثره قبولاً من قبل المستخدمين، وذلك بفضل كونه مفتوح المصدر، ومجاني، ومع إطلاق النسخة الأخيرة منه (نسخة Andriod 5.0)، فإنه قد أصبح أقوى وأفضل من ذي قبل.

نظارات جوجل، مشروع آخر طموح من الشركة، تهدف به الشركة لخلق ثورة بمجال الأجهزة الذكية والأجهزة المتصلة بالإنترنت، حيث عرضت الشركة العام الماضي نموذجاً لنظارةٍ ذكية، تساعد مرتديها على أداء كافة مهامه اليومية، وتزوده بكافة المعلومات التي يحتاجها، فهي متصلة مباشرةً بمحرك بحث جوجل، وتقوم بتزويد المستخدم بكافة المعلومات التي يحتاجها، سواء كانت خرائط، أو جدول مواعيد، أو إجراء محادثات، أو حتى إجراء محادثة عبر سكايب. لا يزال مشروع نظارات جوجل بحاجة لبعض التحسينات، خصوصاً بمجال تحسين جودة التعرف على الصوت والبحث الصوتي، من أجل جعل أداء النظارة أفضل ما يمكن.

google_glass_infographic
نظارات جوجل الذكية وأهم الميزات التي تتمتع بها

سيارة جوجل الذكية، أيضاً مشروع مستقبلي بدأت به الشركة من أجل تطوير سيارة ذكية، تستطيع أن تقود نفسها بدون سائق، والذي تهدف عبره الشركة لتوفير قيادة آلية وذكية للسيارة، بما يساهم في التخفيف من الحوداث المرورية حول العالم بشكلٍ كبير.

ماذا عن مشروع “تانغو” ؟ ألم تسمع به؟ إنه أحد المشاريع الأخرى التي تقوم بها شركة جوجل، والتي قامت عبره بتطوير هاتفٍ ذكي يستشعر الوسط المحيط به، ويقوم بتكوين صور ثلاثية الأبعاد للمكان الذي يتواجد فيه الهاتف، بفضل الحساسات وأنظمة المعالجة المتقدمة المزودة به.

وفي مجال الرعاية الصحية، فقط قامت شركة جوجل بتطوير “عدسات جوجل الذكية” والتي تهدف الشركة عبرها لتطوير عدسات لاصقة، تستطيع مراقبة مستوى سكر الدم بشكلٍ مستمر لدى المرضى، وإرسال التنبيهات والتحذيرات في حال ارتفاعه أو انخفاضه عن المستوى الطبيعي.

هل انتهينا؟ كلا، فمع مفاجآت جوجل من المستحيل أن ننتهي. أحدث المشاريع التي قامت الشركة بالإعلان عنها مؤخراً، هو عزمها على الدخول بمجال الصناعة الحاسوبية، وقد اختارت الشركة آخر المجالات الحاسوبية وأكثرها تطوراً: الحواسيب الكمومية. فقد أعلنت الشركة عن نيتها لتطوير وبناء حاسوبها الكمومي الخاص بها، لتكون أحد الشركات الرائدة بهذا المجال، وقد بدأت بالفعل بالمشروع عبر شراء الحاسوب الكمومي الذي قامت شركة D-Wave بتصميمه وبنائه، وذلك بهدف دراسته وتحديد مشاكله وعيوبه، وتحديد ما هي التطويرات التي ينبغي القيام بها.

ثقافة شركة جوجل

قطعت جوجل شوطا كبيراً منذ ربط برين وبيج عدّة حواسيب مع بعضها في ستاندفورد، وما بدأ كمشروع متواضع هو الآن مُنظّمة تقدّر بعدّة مليارات من الدولارات وتوظّف 19,000 شخص حول العالم. مازال كل من برين وبيج مُشاركين في أعمال الشركة – وهما يشغلان حالياً منصبي رئيس قسم التكنولوجيا وقسم االإنتاج على الترتيب.

في شهر أيلول/سبتمبر من عام 2008 بلغت قيمة أسهم شركة جوجل 145 مليار دولار. أسهم جوجل مُسجّلة في NASDAQ وGOOG وفي نهاية عام 2008 كان لدى جوجل أكثر من 314 مليون سهم في السوق.

 يقع موقع شركة جوجل الرئيسي في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، وتطلق عليه جوجل اسم “Googleplex” وهي دمج كلمتين Google وComplex أي معقد. الحياة في جوجل بلكس جميلة جداً، وإليكم قائمة صغيرة بوسائل الراحة الموجودة هناك:

  • عدّة مقاهي حيث يتمكّن الموظفون من الاسترخاء والمُحادثة.
  • غرف للوجبات الخفيفة مملوءة بالبضائع من السكاكر إلى الطعام الصحي كالجزر وزبادي اللبن.
  • غرف تمارين رياضية.
  • غرف ألعاب مزودة بألعاب فيديو، كرة قدم، بلياردو وبينغ بون.
  • غرف بيانو.

بالإضافة إلى هذه المرافق، فإنّ موظفي جوجل يحصلون على حزمة من المزايا الشاملة تتضمّن ليس فقط التأمين الصحّي والخدمات الطبية بل العديد من الخدمات الأخرى. تشمل: تسديد الرسوم الدراسية، مركز لرعاية الأطفال، خدمات المساعدة بالتبني، طبيب الموقع، تخطيط مالي والعديد من الخدمات الأخرى. تضع جوجل أهمية أيضاً للمُنظّمات غير الربحية.

لقد أثبتت جوجل نفسها كواحدة من أكثر القوى المُسيطرة على شبكة الإنترنت، ومع هذا فإن الشركة تقول أنّ مُهمتها هي “تنظيم المعلومات في العالم وجعلها متوفرة للجميع ومفيدة”. مع هذا الهدف السامي فإنّه من الممكن المراهنة أنّ الأشخاص خلف جوجل قد بدؤوا بالعمل للتو.

المصدر: HowStuffWorks

Mhd Jafar Mourtada

طالب هندسة طبية في جامعة دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى