[وداعًا لبطاقات الذاكرة]: سامسونج تكشف عن أول شريحة تخزين بسعة 1 تيرابايت!
كشفت شركة سامسونج الكورية مؤخرًا عن سبقٍ جديد في مجال وحدات الذاكرة والتخزين: إطلاق أول شريحة تخزين مضمنة بسعةٍ تصل إلى 1 تيرابايت، لتكون قابلة للاستخدام في الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة المحمولة المتصلة بالإنترنت ذات الاستهلاك المنخفض للطاقة. يذكر أن الشركة الكورية قامت مؤخرًا بإطلاق أصغر حساس كاميرا على الإطلاق، يمكن استخدامه في الهواتف الذكية.
قبل الحديث عن مميزات الشريحة الجديدة، يجب التنويه إلى أن الهواتف الذكية (وكافة الأجهزة ذات استهلاك الطاقة المُنخفض) تعتمد على نوعٍ مُختلف من الذواكر ووحدات التخزين، ففي الحواسيب الشخصية والمحمولة يتم استخدام أقراص التخزين الصلبة HDD التي تعتمد على نظامٍ ميكانيكيّ وإلكترونيّ لتخزين المعلومات، أو يتم استخدام أقراص الحالة الصلبة SSD التي تعتمد بالكامل على وحداتٍ إلكترونية لتخزين المعلومات، بالتحديد، تعتمد أقراص الحالة الصلبة على نوعٍ من شرائح التخزين يدعى الذاكرة الوميضية Flash Memory المبنية بتقنية NAND.
- اقرأ أيضًا: تعرف على الذواكر الحاسوبية Computer Memory
بالنسبة للهواتف الذكية، وبسبب المساحة الفيزيائية الصغيرة فإنه من شبه المُستحيل استخدام وحدات تخزين تعتمد على تقنية أقراص التخزين الصلبة HDD، فكانت وحدات التخزين المُعتمدة على الشرائح الإلكترونية هي الحل الأمثل، وعلى الرّغم من أنها فعليًا تندرج تحت نوع ذواكر الحالة الصلبة SSD، إلا أنها ليست نفسها المُستخدمة في الحواسيب الشخصية والمحمولة والسبب في ذلك يعود لضرورات توفير استهلاك الطاقة في الهواتف الذكية لتكون قابلة للاستخدام لأطول فترةٍ زمنية مُمكنة. بسبب هذه المحدودية، لم يكن بالإمكان الحصول على أداءٍ قويّ من وحدات التخزين والذاكرة في الهواتف الذكية فيما يتعلق بسرعة القراءة والكتابة من/إلى الذاكرة، فضلًا عن الحاجة المستمرة لاستخدام بطاقات ذاكرة خارجية في حال الاعتماد الكبير على الهاتف الذكيّ بشكلٍ يوميّ. كل هذا تغير بشكلٍ كبير مع تطوّر وحدات التخزين الإلكترونية في السنوات الأخيرة، وتحديدًا بعد ظهور معيار UFS: Universal Flash Storage الذي أتى ليقدم سرعةً عالية في الأداء بالإضافة لتعزيزٍ في وثوقية وأمان وحدات الذاكرة من نوع فلاش. بالتوازي مع ذلك، وبفضل التطوّر التقنيّ المتعلق بطرق تصنيع الشرائح الإلكترونية، أصبح بالإمكان زيادة سعة التخزين في مثل هكذا وحدات بشكلٍ كبير، فتطورت سعة تخزين الهواتف الذكية بشكلٍ كبير لتقفز من حدود 1 غيغابايت حتى 512 غيغابايت العام الماضي في هواتف مثل جالاكسي نوت 9 من سامسونج.
الآن تريد سامسونج أن تأخذ كل ذلك خطوةً للأمام بما يساهم استمرار ريادتها في مجال تصنيع الشرائح والرقاقات الإلكترونية، وذلك عبر كشفها عن وحدة الذاكرة الجديدة الخاصة بها والتي ستوفر سعة تخزين تصل حتى 1 تيرابايت في الهواتف الذكية، حيث تعتمد الشريحة على معيار eUFS 2.1 وتم تصنيعها اعتمادًا على الجيل الخامس من تقنية V-NAND الخاصة بشركة سامسونج، مع تقديمها لسرعة أداء أفضل بـ 10 مرات مقياسًا مع بطاقات الذاكرة المستخدمة حاليًا، بحسب البيان الرّسمي من سامسونج.
تأتي الشريحة الجديدة بأبعادٍ قدرها 11.5×13.0 ميللي متر بحيث تتكون من 16 طبقةٍ متوضعة فوق بعضها البعض من وحدات V-NAND وتدعيمها بوحدة تحكم جديدة. هذه البنية، وبالإضافة للسعة الكبيرة التي توفرها ضمن حجمٍ صغيرٍ جدًا، فإنها ستُقدم أداءً قويًا فيما يتعلق بسرعة القراءة والكتابة والتي تصل حتى 1000 ميغابايت/ثانية، ما يعني أن الشريحة الجديدة قادرة على توفير ضعفي وسطي السرعة الخاصة بوحدات الحالة الصلبة SSD المعتمدة على منفذ 2.5 إنش، و 10 أضعاف السرعة التي توفرها بطاقات الذاكرة التقليدية. بعنى آخر، قد تمتلك الهواتف الذكية في المستقبل القريب أداءً أفضل من العديد من الحواسيب الشخصية فيما يتعلق بسرعة القراءة والكتابة من الذاكرة.
الجدول التالي يظهر تطور وحدات التخزين الخاصة بالأجهزة الإلكترونية مُنخفضة استهلاك الطاقة (مثل الهواتف الذكية) منذ معيار eMMC 4.5 وصولًا للذاكرة الحالية من سامسونج بمعيار eUFS 2.1، مع خصائص القراءة والكتابة التي تمتلكها:
على الرّغم من التقدم الكبير الذي حققته سامسونج في شريحتها الجديدة، فإن البعض يناقش عدم جود حاجة فعلية لمثل هكذا سعات تخزين ضمن أجهزةٍ كالهواتف الذكية، وأنه بالنّسبة لمُعظم المُستخدمين، فإن سعة تخزين قدرها 64 غيغابايت ستكون كافية، خصوصًا مع تطور خدمات التخزين السحابيّ التي تُخفف من ضرورة امتلاك سعة تخزين كبيرة على الهاتف نفسه. من ناحيةٍ أخرى، ومع تطور تقنيات العرض والقدرة على تصوير فيديوهات بدقةٍ تصل لـ 4K وتطور تقنيات التصوير ثلاثية الأبعاد أو التصوير بتقنية 360 درجة، فإن حجم الفيديوهات والصور سيكون ضخمًا وكبيرًا وقد لا يتوفر اتصال مباشر بالإنترنت لرفعها، وبالتالي فإن امتلاك سعة تخزين كبيرة سيكون حلًا جيدًا.
تقول سامسونج أن شريحتها الجديدة ستكون متوفرةّ خلال النصف الأول من العام الحاليّ، وهو ما يرجح مشاهدتها قريبًا ضمن أحد الهواتف الذكية، على الأقل التي تقوم سامسونج بتصنيعها.
المصدر: Samsung News Room