الطاقات المتجددة: مدخل إلى طاقة الكتلة الحيوية
إن طاقة الكتلة الحيوية بالتعريف هي الطاقة الناتجة من المخلفات العضوية الحيوانية، النباتية والبشرية. سواءً كانت هذه المخلفات صلبة أم كانت ماء صناعياً فائضاً أم مخلفات زراعية، فالكثير منها قابل للمعالجة باستخدام “التخمير البكتيري” أو “الاحتراق الحراري” أو تحلل الكائنات الحية المجهرية. ويعطي كل أسلوب منتجاته الخاصة مثل الميثان (وهو مركّب رئيسي لغاز الطهو) والكحول والبخار والأسمدة الكيميائية السائلة. ومع تزايد السكان في مدينة مثل بيروت والضواحي وزيادة الفضلات أصبح التخلص من هذه النفايات أمراً ملحاً.
ويعد الإيثانول (Ethanol) واحداً من أفضل أنواع الوقود المستخلصة من الكتلة الحية، وهو يستخرج من محاصيل الذرة أو السكر. وتُجرى التجارب باستمرار لإيجاد وسائل اقتصادية لاستخدام الكتلة الحية في توليد الكهرباء. إحدى هذه الطرائق تكون بحجز غاز الميثان المنطلق من المواد النباتية الذابلة وكذلك من المخلفات الحيوانية ومن ثم استخدامه كوقود في الغلايات البخارية. هنالك أيضاً تجارب أخرى تهدف إلى استخدام الأخشاب في صناعة الكهرباء، حيث يمكن الاستفادة من الفضلات الخشبية الناتجة عن صناعة الورق في توليد طاقة كهربائية تغذي هذه الصناعات نفسها.
وأخيراً تم التوصل إلى نتيجة مفادها أنه لو أضفنا إلى سعر إنتاج الكهرباء من المعامل الحرارية النسبة التي من شأنها التعويض من الضرر اللاحق بالبيئة من جراء بث الملوثات في الجو، لوجدنا أن سعر إنتاج الطاقة الكهربائية من هذه المعامل هو أكثر بـ 0.07 دولار لكل كيلو واط ساعي مقابلة بإنتاج الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح.
إن اعتماد تقانة الطاقات المتجددة من شمس ورياح وماء لا يلحق بالبيئة ضرراً يُذكر. ويمكننا القول إن هذا الموضوع، مع ما يرتديه من أهمية، قد يكون كافياً للجزم بأن الطاقات المتجددة سوف تؤدي دوراً أساسياً في المستقبل لتحقيق توازن بين استثمار الموارد الطبيعية وبين المحافظة على البيئة والطبيعة.