عصرٌ جديد من التكامل: توقعات شركة إنتل التقنية لعام 2015
في محاولةٍ لتوقع ما سيُحدّده عام 2015، يرى خبراء التكنولوجيا طيفاً واسعاً من التطورات التي قد تساهم بنشوء عالمٍ أكثر ترابطاً. نشحنُ آمالنا في كلِّ رأس سنةٍ جديدةٍ في سبيل إيجاد طرقٍ أفضل وأكثر جدوى للقيام بالأشياء. إن هذا الأمل معلّقٌ على إيجاد تطور تقنيّ كبيرٍ في هذا العام أكثر ممّا مضى.
إنّ التطورات التقنية الرئيسية لعام 2015 كما نادى بها مُحلّلو الصناعة والخبراء في شركة Intel تشير إلى أن أجهزة الحوسبة والخدمات الرقميّة سوف تصبح أكثر تكاملاً وشموليةً، وتصبح جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا اليومية.
عند التفكير في السنوات الماضية، هذا التقدّم قد لا يكون مفاجئاً، إلا أنه يتّضح من هذه التنبؤات أنّ بعض المشاكل التي نواجهها اليوم قريباً لا وجود لها سوى في الماضي.
لنتّحد الآن، دون فواصل أو حدود!
وفقاّ لـ Martin Garner المُحلّل في CCS Insight، فإن كل أسرةٍ اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتّحدة تمتلك ثمانية أجهزة متصلة.
يبدو الحلم في امتلاك جهازٍ واحدٍ يستطيع القيام بكلِّ شيءٍ مُستحيلاً عندما تنظر حولك وترى عدداً متزايداً من الأشخاص يستخدمون هواتف محمولة، أجهزة لوحية، حواسب محمولة وأجهزة تلفاز متّصلة بالانترنت، لكن كما يرى Martin، فإن الناس في عام 2015 سيدركون أن الخدمات أكثر أهمية لحياتنا اليومية من الأجهزة.
يقول Martin : ” تقودنا هذه الأجهزة للعديد من الخدمات التي ندخل إليها يومياً، لكنّ هذه الخدمات بدأت تصبح أكثر أهميةً من الأجهزة نفسها، إن هذه الخدمات أصبحت الأشياء التي تستخدمها، وصارت أجهزتنا ما هي إلا وسائل تساعدنا للوصول إلى هذه الخدمات.”
كما قال أيضاً أن أي شخص يقوم بالترقية إلى حاسوبٍ محمول جديد أو جهاز لوحيّ في هذه الأيام أصبح معنياً بإمكانيّة الأجهزة الجديدة الوصول بسهولة إلى جميع الخدمات، من تسلية وخدمات الحسابات البنكية الشخصية والتّسوق وصولاً إلى الصور والفيديوهات و المُستندات المُخزّنة في ما يسمى بالخدمات السحابيّة (Cloud Services).
البرمجيات والشاشات:
وفقاّ لـ Doug Fisher نائب الرئيس والمدير العام لبرمجيات وخدمات Intel، فإنه مع تطوّر الأجهزة و ذكائها فإنها تصبح امتداداً طبيعياً للطريقة التي يعيش بها الناس حياتهم، حيث يقول: “مع ازدياد عدد نقاط اللمس ومسارات الاتصالات، تُساعد البرمجيّات على خلق واجهة موحدةٍ وتبسّط هذا التفاعل”.
إن الأجهزة والبرمجيات تجعل من العالمين الحقيقي والرّقمي عالماً واحداً، كما أنها تُوسّع الخبرات التي نحصل عليها عبر أجهزة الحوسبة إلى مجالٍ أكبر من مجرّد شاشاتٍ وأشياءَ ملموسة.
يقول Brian David Johnson المتنبئ بمستقبل شركة Intel: “إنّنا نعيش الآن في عالم تحويل الطاقة الحاسوبية إلى شاشات. لكن على أية حالٍ، عند انتقالنا إلى عام 2015 سوف نرى العصر الجديد من الحَوسبة، حيث سوف يكون هذا عصر الحوسبة (دون شاشات)، حيث أن الطاقة الحاسوبية سوف تكمن في الأشياء من حولنا، كساعاتٍ تتضمن نظام تحديد المواقع العالمي ( GPS) وأجهزة منزلية متصلة. سوف نلتقط هذه البيانات كمستهلكين و ننقلها إلى بوّابةٍ مع شاشةٍ لتحليل واستخلاص القيم منها.”
يرى Ben Wood رئيس المُحللين في شركة CCS Insight أن واجهات المُستخدم التي تعمل باللمس سوف تصبح أكثر انتشاراً، حيث يقول: “إنها حالةٌ نادرة أن ترى الآن شاشةً لاتعمل باللمس”، كما قال أن أسعار شاشات اللمس في هبوطٍ مُستمرّ بشكل كبير، حيث يذكر أن سعر الحاسوب السطحي الأصلي من شركة Microsoft ذو الـ 30 بوصة في عام 2007 كانت تكلفته أكثر من 25,000$، و يتابع فيقول: “إن جهاز كمبيوتر اليوم يحوي كافة الميزات يُمكن شراؤه مُقابل 500$”.
إن ازدياد الشاشات التي تعمل باللمس بأسعار معقولة من الممكن أن يجعل من فكرة وجود طاولات صغيرة حاسوبية أكثر انتشاراً في المنازل، لكن يقول Ben أن هذا يعني أيضاً إمكانية وجود المزيد من شاشات التحكم باللمس على الجدران والنوافذ، وعلى السطح الخلفي لمساند الرأس في الطائرات والقطارات والباصات والسيارات.
الإنترنت بين الذات والأشياء
ترى Genevieve Bell نائبة رئيس مختبرات شركة Intel والزميلة في شركة Intel والمديرة لأبحاث خبرات المستخدم أن البيانات الكبيرة والطّابع الشخصي والأجهزة الذكية سوف تنمو معاً، وأضافت: “إنّ تطبيق المساعد الشخصي سوف يكون محطّ الأنظار المقبل والمثير للاهتمام في مواجهة كيفية تشكيل بنية الإنترنت، مما يعيد نقاشنا إلى نقطة البداية وهي إضفاء الطابع الشخصي. سوف يتوقف الناس عن التفكير بهذه الأدوات كخدمات ويبدؤون برؤية أجهزتهم كشريك في حياتهم اليومية”
أكبرُ التّحديات في عام 2015 هو تداخل الاتصالات وفقاً لـ Imad Sousou، نائب رئيس مجموعة البرمجيات والخدمات والمدير العام لمركز التقنيات المفتوحة المصدر في شركة Intel.
يريد المزيد من الناس الوصول إلى عالمهم الرقمي بغض النظر عن نمط الجهاز ونظام التشغيل أو اتصال الانترنت المستخدم.
يقول Imad: “يتساءل الناس ما هي الخطوة التالية؟” ويضيف: “إنها ليست منصّةً واحدة، إنها كل شيءّ! إنها العالم المتّصل!”
إن إنترنت الأشياء هو أحد المجالات التي تقود التكامل، واعداً بتحقيق الكفاءة في كل شيء بدءاً بالتصنيع وإدارة المنازل والأبنية وانتهاءً بالخدمات الحكومية بما في ذلك وسائل النقل العام.
( اقرأ أيضاً: إنترنت الأشياء، هل سنحصل على حوسبة بكل مكان؟ )
تقول Genevieve: “سنرى على مدار السنوات القادمة نهضة المدينة الذكية بإدارة الناس في جوهرها. سوف تحتاج الشركات إلى أن تضع في اعتبارها المصالح المتعارضة وتحافظ على التوازن الصحيح للربح مقابل ماهو حق المواطن. سوف تكون المدن الذكية حول طرح أسئلة أفضل لكيفية إتمام الأمور في الوقت الراهن واستفادة الجميع من الخدمات بالشكل الأمثل.”
يرى Brian أن التقنيات المتصلة بالانترنت تجلب طرقاً جديدةً لإدارة الأمور الأساسية في حياتنا كالغذاء. حيث يتابع فيقول: “إنّ الزّراعة ستكون صناعة تستفيد من المستقبل المترابط. حيث ستساعد البيانات من أجهزة الاستشعار والطائرات بدون طيار في كون الحقول والألبان في صورتها الأمثل، وبالتالي تحسين الغلة ونوعية المحصول”.
علاقة أفضل بالصحة
تتضمن المجالات الأخرى المُسَرِّعة لهذه الحقبة من التكامل تقنيات يمكن ارتداؤها ورؤية حاسوبية. وفقاً لـ Ben فإن التقدم في هذه التقنيات قد يؤدي إلى إنجازٍ طبّي عظيم، كما يرى Ben الإيقاع الشخصي البيولوجي للبيانات التي تمّ جمعها من المتتبعات الصحية الشخصية كمغذٍّ ضمنيّ لمعالجة الأمراض وربّما الأوبئة، إن كان بالإمكان جمعها وتحليلها بسرعة عن طريق مراكز البيانات أو حتى أجهزة الكمبيوتر العملاقة، وتساءل قائلاً “نحن لا نحتاج إلى التخلّي عن كل معلوماتنا الشّخصيّة، ولكن ماذا لو استطعنا حشد بعض المصادر وفحصها لإيجاد العلاج؟”.
أشار إلى مشروع في عام 2014 لربط بين التقنيات القابلة للارتداء وتقنيات السحابة وأيضاً مراكز البيانات للتعامل الأفضل مع داء بارنكسون.
وفقا لنائب الرئيس والمدير العام لمجموعة الأجهزة الجديدة في انتل “Michael Bell” لايزال هنالك الكثير من العمل حول الطرق البديلة لجعل التّعامل مع الأجهزة القابلة للارتداء أقل فظاظة في حياتنا اليومية.
“ليس بالضرورة أن يكون اللمس واجهة التعامل الصحيحة لجميع الأجهزة القابلة للارتداء، تحكّم صوتيّ أكثر ذكاءً قد يكون مثير جدّاً للاهتمام”
تستطيع الأوامر الصوتية أن تسهّل للأشخاص تَتَبُّعَ صحّتهم، ولكن هنالك أيضاً تطوّرات على عدد هائل من الحواسيب التي تشغّل خدمات الانترنيت وتزود البحوث الطّبية بالطاقة.
هذا العام سيكون هناك انخفاضات هائلة في الوقت اللازم لتحليل وسَلسَلَةِ جينات شخص ما بفضل الموازاة والتسارع والأطر البرمجيّة المتطوّرة وفقا لـ”Eric Dishman” شريك في إنتل والمدير العام لمجموعة إنتل لاستراتيجيات الصحة والحلول.
“نتوقّع تقنيات جديدة لقواعد البيانات لتمكين قابليّة واسعة للتحليل المشترك عبر أعداد كبيرة من المعلومات من العيّنات البشرية (جينات، تقارير سريرية وصور)” وأضاف أنّه يتوجّب على شركاء الصّناعة أن يعملوا سويةً حتى يجلبوا هذه الرؤية للحياة.
“يوماً بعد يوم تُصبحُ التّقنية امتداداً لنا، مدفوعةً بحقيقةِ أنّ المزيدَ من الأشخاص يقومون بالتصميم للأجهزة الحاسوبيّة” كما يقول جونسون.
“هذا ما يحصل حاليّا في مجال الرّعاية الصحية، فنحن نبني تطبيقات لتساعد في العناية بالأشخاص الذين نحبّهم”.
المصدر: الموقع الرسمي لشركة إنتل
للمزيد أيضاً، يمكنكم قراءة سلسلة مقالاتنا حول الخلاصة التقنية لعام 2014:
1- بالأرقام: الحصيلة التقنية لعام 2014
2- أبرز الإخفاقات التقنية لعام 2014
3- حصيلة عام 2014: أبرز الإنجازات بمجال التقنيات المتنقلة
4- حصيلة عام 2014: أبرز الإنجازات بمجال علم المواد
5- حصيلة عام 2014: أبرز الإنجازات بمجال الطب الحيوي
6- حصيلة عام 2014: أبرز الإنجازات بمجال الذكاء الصنعي
7- حصيلة عام 2014: أبرز الإنجازات بمجال الطاقة