لماذا نتملك أحياناً مجلدين لملفات البرامج؟ وماذا يعني مجلد Program Files x86 ؟
إذا قمت بفتح حاسوبك الشخصي، وقمت بالدخول للمجلد الخاص بالنظام (عادةً ما يسمى بالحرف C ضمن My Computer) فقد تلاحظ وجود مجلدين خاصين بالبرامج: أحدهما يدعى “Program Files” والآخر يدعى “Program Files x86”. قد تقول لنا أن حاسوبك الشخصي يمتلك مجلداً واحداً يدعى “Program Files” فقط ولا وجود للمجلد الآخر…أليس كذلك؟ حسناً، وبكلا الحالتين، فإنني وعبر هذا المقال سآتي على ذكر الفرق.
بدايةً، فإن مجلد البرامج Program Files هو مجلد خاص، وهو يتضمن كافة البرامج والتطبيقات التي يقوم المستخدم بتنصيبها على نظام التشغيل، والتي لا علاقة لها بنظام التشغيل نفسه. كل برنامج يتم تنصيبه على جهاز الحاسوب سيتم تخصيص مجلد جديد له ضمن مجلد البرامج Program Files. الغريب ببعض الأحيان هو وجود مجلدين عوضاً عن مجلد واحد.
كي نفهم سبب وجود هذين المجلدين، علينا أن نوضح أمراً هاماً: نحن هنا نتحدث عن الحواسيب التي تستخدم نظام تشغيل ويندوز، وتحديداً أي نسخة ويندوز بدءاً من نسخة ” ويندوز اكس بي Windows XP”، فبدءاً من هذه النسخة، بدأت شركة ويندوز بتضمين المجلد الجديد “Program Files x86”، وأصبح المستخدم يمتلك ملفين خاصين البرامج بدلاً من مجلد واحد.
بدايةً، فإن نظام التشغيل الخاص بالحاسوب يمتلك بنية معينة يعمل وفقاً لها، وهذه البنية هي ما يحدد كيفية تخاطب نظام التشغيل مع مكونات الحاسوب نفسه، مثل المعالج والذواكر، كما أن هذه البنية نفسها هي ما يحدد كيفية تبادل المعلومات والملفات ضمن نظام التشغيل نفسه. هذه البنية الخاصة هي ما يعرف بـ “المعمارية Architecture” وهي ما يميز نظام تشغيل عن آخر. وبشكلٍ مشابهٍ تماماً للمعالج الصغري الخاص بالحاسوب، فإن نظام التشغيل قد يكون ذو معمارية بدقة 32-بت أو 64-بت.
الآن، وبعد أن تم تنصيب نظام التشغيل على الحاسوب، فإن المستخدم يريد أن يقوم بتنصيب البرامج الخاصة به على الحاسوب أيضاً، وهذه البرامج يجب أن تكون قابلة للعمل على نظام التشغيل نفسه، وبالتالي فإنها يجب أن تكون أيضاً ذات معمارية معينة، إما 32-بت أو 64-بت. وهنا نأتي للنقطة الهامة:
إذا كانت نسخة نظام التشغيل الخاصة بحاسوبك هي نسخة 64-بت، فإن المجلد “Program Files x86” سيظهر، وإذا كانت نسخة نظام التشغيل هي 32-بت فإن المجلد لن يظهر. لماذا؟ لأن هذا المجلد ببساطة موجود كي يتم تنصيب البرامج والتطبيقات ذات معمارية 32-بت عليه، بينما البرامج والتطبيقات التي تكون بمعمارية 64-بت سيتم تنصيبها على المجلد الأساسي، أي المجلد “Program Files”.
لو أردنا الخوص بالتفاصيل أكثر، فإنه يجب علينا الرجوع لمسيرة تطور المعالجات الصغرية، ووصول عرض سعة النواقل الخاصة بها إلى 32-بت. وعندما نقول أن المعالج يمتلك نواقل ذات عرض مقداره 32-بت، فإن هذا يعني أن المعالج سيكون قادراً على ترميز ذاكرة بحجم 4 غيغا بايت، وخلاصة هذا الكلام أنه من الصعب أن يمتلك الشخص ذاكرة وصول عشوائي أكبر من 4 غيغا بايت إذا كان حاسوبه بسعة نواقل قدرها 32-بت. لحسن الحظ، ظهرت الحواسيب وأنظمة التشغيل التي تدعم نواقل بعرض 64-بت، وهذا يعني قدرة هائلة على ترميز العناوين على الذواكر، وكنتيجة، فإن هذا يعني أن ذواكر الوصول العشوائي RAM يمكن لها أن تزيد عن 4 غيغا بايت بكثير. الفكرة هنا هي أنه قبل الوصول لمعالجات وحواسيب تدعم معماريات 64-بت، كانت البرامج كلها معدة للعمل على حواسيب ومعالجات بمعمارية 32-بت، ولكن مع ظهور الحواسيب الجديدة، وحاجة المستخدمين للبرامج والتطبيقات القديمة، كان هنالك حاجة لإجراءات تضمن عدم حصول أي مشاكل أو خلل بالتوافقية بين المعماريات المختلفة للحواسيب وأنظمة التشغيل. بالنسبة للمستخدم، فإنه لن يلمس هذه الإجراءات بشكلٍ مباشر إلا عبر مشاهدة مجلد “Program Files x86” الذي يتضمن كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالبرامج والتطبيقات ذات معمارية 32-بت.
[highlight]هنا يجب أن ننوه إلى موضوع التوافقية:[/highlight] في حال كنت تستخدم نظام تشغيل بمعمارية 64-بت، فإنه سيكون قادراً على تشغيل كلا نوعي البرامج، أي البرامج ذات معمارية 32-بت أو 64-بت. بينما إذا كنت تستخدم نظام تشغيل بمعمارية 32-بت فإنه لن يكون قادراً على تشغيل سوى البرامج والتطبيقات ذات معمارية 32-بت. هنا قد تقول لنفسك أنه من الأفضل إذاً تنصيب نظام تشغيل بمعمارية 64-بت على الدوام، ولكن يؤسفنا القول لك هنا أن هذا الخيار ليس متاحاً على الدوام، لأن تنصيب نظام التشغيل متصل بتفاصيل ومعمارية المعالج الخاص بحاسوبك. بكل الأحوال، فإن هذا موضوع آخر وسيتم تناوله بالتفصيل ضمن مقالنا الخاص بتنصيب أنظمة التشغيل والقواعد التي يجب الانتباه إليها عند تنصيبه.
للمزيد من التفاصيل: اضغط هنا و هنا و هنا
اقرأوا أيضاً:
كيف تعمل الأشياء: المعالجات الصغرية
شكرا على المعلومة وتصحيح بسيط في الجملة ( لو أرضنا الخوص بالتفاصيل أكثر،) والمقصود أكيد ( لو أردنا )
شكراً لمرورك وشكراً على التصويب 🙂
شكرا على المعلومات ولكن لو يكون مدعومة بالصورالايضاحية يكون افضل